مليشيات وقوى سياسية مرتبطة بإيران تحشد ضد بلدة عراقية

مليشيات وقوى سياسية مرتبطة بإيران تحشد ضد بلدة عراقية

05 يونيو 2019
تحذير من التوظيف الطائفي لهجمات "داعش" (كريم صهيب/فرانس برس)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي يواصل زعماء مليشيات وقوى سياسية عراقية مرتبطة بإيران حملة التحريض على مدينة الطارمية، الضاحية الشمالية للعاصمة العراقية بغداد، وذلك بعد اعتداء إرهابي تبناه تنظيم "داعش"، راح ضحيته أربعة جنود عراقيين وأصيب آخرين.


وتضمنت حملة التحريض دعوات لإخلاء البلدة واتهام أهلها كلهم بالإرهاب، مرورا بعزلها عن بغداد وفرض حصار عليها في سيناريو أعاد للأذهاب ما تمر به بلدة جرف الصخر شمالي بابل، التي يقبع سكانها البالغ عددهم نحو ربع مليون نسمة في الصحراء للعام الخامس على التوالي بسبب احتلال المليشيات للبلدة ورفضهم إعادة أهلها لها.
الحملة ضد الطارمية وأهلها تعدت بيانات وخطب زعماء وقادة مليشيات، وامتدت إلى قوى سياسية ومحللين وصولا إلى ما تعرف في العراق الجيوش الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي.
واليوم الأربعاء ادعى زعيم مليشيا "العصائب" قيس الخزعلي في كلمة له أن تنظيم "داعش" لم يغادر مطلقا الطارمية، داعيا إلى إجراء عملية تطهير عسكرية لها، مضيفا أن "داعش" لديه أماكن وملاذ ضمن هذه المنطق.
من جانبه، حذر القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي ووزير الداخلية الأسبق المتهم بجرائم تطهير طائفية في العراق، باقر صولاغ، في بيان له مما سماه "الخلايا النائمة في الطارمية"، مبينا أنه "اليوم أصبح هناك حاجة ماسة وضرورية لاستئصال خلايا الإرهاب النائمة بالطارمية". كما حذر مما سماه ضياع الوقت، دون أن ينسى المطالبة بإشراك مليشيات "الحشد الشعبي" في العمليات بتلك المدينة.
كذلك دعا آخرون ضمن "الحشد الشعبي" إلى إعلان المدينة منزوعة السكان وطرد أهلها أسوة بمدينة جرف الصخر شمالي بغداد، في حال أرادت الحكومة أن توقف عمليات الإرهاب منها. وبحسب أحمد عبد السادة أحد أعضاء خلية الإعلام التابعة لـ"الحشد الشعبي" فإن "المدينة حزام ناسف لبغداد ويجب تفريغها وجعلها منزوعة السكان على غرار مناطق أخرى منزوعة السلاح".
وهو ما ذهب إليه عضو مليشيا "الحشد الشعبي" أحمد لعيبي، في تصريحات أوردتها محطة تلفزيون عراقية محسوبة على إحدى فصائل الحشد، اعتبر خلالها الطارمية "بوابة الإرهاب المغذي لكل التنظيمات الإرهابية وأن هناك تواطؤا بين سكانها والإرهابيين"، مطالبا أيضا بحصار المدينة وفرض إجراءات مشددة على السكان بمن فيهم زعماء القبائل.
وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية قد أعلنت الثلاثاء، مقتل 4 جنود وإصابة أربعة آخرين بهجوم شنه مسلحون من تنظيم "داعش" من أحد بساتين الطارمية، مؤكدة بالوقت نفسه أن القوات العراقية نجحت في قتل ثلاثة من المهاجمين دون أن تذكر هوياتهم. وأعلن على أثرها عضو اللجنة الأمنية في بغداد، سعد المطلبي، عن بدء عملية أمنية كبيرة لملاحقة العناصر الإرهابية، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
مسؤول كبير في قيادة عمليات بغداد قال في حديث هاتفي لـ"العربي الجديد"، إن "الهجمات الإرهابية تحدث في كل مدن العراق والطارمية واحدة منها، واعتبار أن أهاليها متورطون بالإرهاب توظيف طائفي لم يجن العراقيون منه سوى الخراب".
وأضاف أن "القوات العراقية تواصل عمليات أمنية وعسكرية وتلقى تعاونا من قبل الأهالي في المدينة وهذا مهم جدا والأهم أن يفهم المهاجمون للبلدة وأهلها أن الطارمية أكبر قضاء إداري في العراق وفيه مساحات زراعية وبساتين واسعة تمتد من بغداد وحتى حدود محافظة صلاح الدين ومن الطبيعي أن تكون هناك مخابئ للتنظيم أو بقاياه الفارة من المدن".
وكشف أن "من تم قتلهم من الإرهابيين خلال المواجهات التي أوقعت جنوداً عراقيين هم من غير أهل المدينة ولا يعرفهم أحد".
عضو جبهة "الحراك الشعبي" في العراق، علي نعمة عبد الستار، أوضح أن "مطامع المليشيات في الطارمية قديمة، فهم يعتبرونها حلقة وصل بين بغداد وسامراء، ويحاولون فرض نفوذهم، وأي اعتداء إرهابي يستغلونه في هذا الغرض المعلن والمعروف لهم"، مبينا أن على الحكومة أن تكون أكثر حزما وتمنع الأصوات النشاز من مهاجمة المدينة وأهلها بدوافع معروفة.


من جهته، اعتبر عضو التيار الصدري العراقي، حسين الدراجي، تلك الدعوات بأنها "خبيثة"، مبينا في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، بأن "الجنود الذين سقطوا أربعة من طائفتي العراق الكريمتين ولم يفرق داعش بينهم لذا على الحكومة ألا تسكت هذه الأصوات الخبيثة وألا تسمح بتدخل أي جهة في الملف الأمني تحديدا"، وفقا لقوله.

المساهمون