الجزائر: تفكيك "خلايا إرهابية" بعد تبنّي "داعش" هجوم قسنطينة

الجزائر: تفكيك "خلايا إرهابية" بعد تبنّي "داعش" هجوم قسنطينة

30 أكتوبر 2016
الجزائر عززت أمنها الحدودي بعد استهداف محطة الغاز بتيقنتورين(Getty)
+ الخط -
اعتقلت قوات الأمن الجزائرية، اليوم الأحد، خلية تضم ثلاثة عناصر تنشط في مجال دعم وإسناد جماعة مسلحة تتبع تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، في منطقة بومرداس قرب العاصمة الجزائرية.

 
وفي السياق نفسه، أطاحت مصالح الأمن الجزائرية بخلية صغيرة في منطقة عنابة، شرقي البلاد، كانت تعمل على استقطاب الشباب للتجنيد في صفوف تنظيم "جند الخلافة"، الموالي لـ"داعش"، والذي كان ينشط شرقي الجزائر، بحسب ما ذكرت المصادر الأمنية.


وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الجيش الجزائري اكتشفت مخبأً للأسلحة والذخيرة في منطقة بومرداس. كما دمرت وحدة من الجيش 14 مخبأ آخر في منطقة باتنة شرقي الجزائر، كانت تضم أسلحة وذخيرة وقنابل معدة للتفجير.


وتأتي هذه العمليات تزامناً مع الهجوم الذي نفذه مسلحان، واغتالا خلاله شرطياً، وسط مدينة قسنطينة شرقي الجزائر، قبل أن يعلن تنظيم "داعش" تبنّي الهجوم عبر وكالة "أعماق" التابعة له، وقد أعاد هذا الاعتداء النقاش حول حقيقة تواجد خلايا للتنظيم الإرهابي في الجزائر.


وفي هذا السياق، يؤكد الصحافي المتابع للشأن الأمني الجزائري، مروان الوناس، لـ"العربي الجديد"، أنه "برغم التجربة الجزائرية الطويلة في مكافحة الإرهاب، على امتداد ربع قرن، والخبرة الكبيرة التي اكتسبتها قوات الأمن والجيش وأجهزة الاستخبارات؛ إلا أن البلد ليس بمنأى عن محاولات أن تمتد داعش داخل الجزائر".


ويضيف: "
ما حدث في قسنطينة يثبت أنه لا السياسات الأمنية ولا الاستخباراتية، يمكنها أن تمنع وجود خلايا داعشية في الجزائر لعدة أسباب؛ فالجزائر عاشت مرحلة سادت فيها أعمال إرهابية لا تقل همجية عن عمليات داعش، كما أن الفكر الداعشي لديه أتباع من الصعب التعرف عليهم أو الوصول إليهم، خصوصاً أن بناء الشبكات وتنسيق الاتصالات يتم عبر طرق معقدة"، مشيراً إلى أن "السلطات الجزائرية قد تتمكن من إلقاء القبض على المسلحين، لكنها لن تتمكن من وقف محاولات داعش للامتداد إلى الداخل الجزائري، في ظل منطقة ينتعش فيها التنظيم، ويجد كل الأسباب والمقومات المساعدة على ذلك".


ويرى مراقبون أن تلك المعطيات كانت أحد الأسباب التي دفعت قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، لتجديد تحذيراته، في رسالة وجهها إلى ضباط الجيش، عشية الاحتفال بذكرى ثورة التحرير، مما وصفه "المخططات والدسائس المعادية التي تستهدف الجزائر"، مطالباً إياهم بالحذر واليقظة، خاصة في المناطق الحدودية الحيوية مع تونس وليبيا والنيجر ومالي.


وكانت قيادة الجيش الجزائري قد نقلت 35 ألف عسكري إضافي لتوزيعهم على المناطق والمراكز المتقدمة في الحدود، خاصة مع تونس وليبيا، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشأة الغاز بتيقنتورين، في يناير/كانون الثاني 2013. كما كثف الجيش الجزائري عملياته العسكرية وملاحقة المجموعات المسلحة وخلايا الدعم والتموين، ونجح، منذ يناير الماضي، في تحييد 182 مسلحاً، بينهم 112 تم قتلهم، فيما تم توقيف أو استسلام 65 مسلحاً.