الإدانات لا تعالج كارثة سرت: المصالحة أو "طرق أخرى"

الإدانات لا تعالج كارثة سرت: المصالحة أو "طرق أخرى"

18 اغسطس 2015
لم يُحسم أمر التدخل الغربي العسكري (فرانس برس)
+ الخط -
لا يشبه الارتباك الغربي إزاء الأزمة في سورية والعراق، إلا الارتباك ذاته إزاء الأزمة في ليبيا، إذ لا يزال الغرب يراوح مكانه إما في مربع "التعبير عن القلق"، في الموضوع الليبي، كما ورد في آخر بيانات الخارجية الأميركية، أو "التحذير" من "صوملة" ليبيا، كما ورد على لسان وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، في ظلّ غياب تام لأي خطة أو استراتيجية تُنقذ البلاد من براثن الإرهاب والتقسيم.

الارتباك في الموقف الغربي، عبّرت عنه مجموعة المواقف التي صدرت خلال اليومين الماضيين، عن أكثر من مسؤول أوروبي. وبرز في السياق، تحذير وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، من احتمال "تحوّل ليبيا إلى صومال ثانٍ، ما لم يتم التوصل خلال أسابيع إلى اتفاق بين الليبيين".

ولم يفت الوزير الإيطالي، التأكيد أن "فشل العملية السياسية، سيُجبرنا على التحرك بطريقة أخرى"، غير أنه لم يحدد ما المقصود بـ"الطريقة الأخرى". مع العلم أن البيان المشترك، الذي وقّعته إيطاليا مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واسبانيا وبريطانيا، مساء يوم الأحد، رفض صراحة التدخل العسكري لحل النزاع في ليبيا، واكتفى بإدانة الأعمال "الهمجية" التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ليبيا، وأُعدم فيها العشرات في الأيام الماضية.

وأعربت الدول الغربية عن إدانتها الشديدة "للأعمال البربرية المستمرة التي ينفذها إرهابيون موالون لداعش، بمدينة سرت في ليبيا". ودعت الحكومات الأوروبية "كافة الأطراف الليبيين، الذين يطمحون لأن يكون بلدهم موحّداً، وينعم بالسلام، للانضمام لجهود مكافحة التهديد، الذي تشكله جماعات إرهابية خارجية، تستغلّ ليبيا لأهدافها الخاصة". كما رحّبت الحكومات بـ"الجولة الأخيرة من الحوار السياسي الذي جرى في جنيف برعاية الأمم المتحدة"، مؤكدة أنه "ليس هناك حل عسكري للصراع السياسي في ليبيا".

اقرأ أيضاً: سورية والشرط الليبي

ولا تخفي حكومة طبرق التي تمثل طرفا من الليبيين، عجزها عن التصدّي لـ"الجماعات الإرهابية بسبب حظر توريد السلاح عن الجيش الليبي"، ولم تتردد في التعبير عن خيبة أمل من "تخاذل المجتمع الدولي"، كما جاء في البيان الذي أصدرته، يوم السبت. وترى حكومة طبرق، أن "دولاً غربية، بينها بريطانيا والولايات المتحدة، عرقلت في الأشهر الماضية محاولة ليبيا والدول العربية، رفع الحظر المفروض من مجلس الأمن على تسليح الجيش، الذي يتصدّى للجماعات المتشددة، ومن بينها داعش".

ووصفت الموقف الدولي إزاء الوضع في البلاد بـ"التخاذل المريب تجاه تنامي خطر داعش". وإزاء خيبة الأمل من الغرب، توجّهت للاستنجاد بالجامعة العربية لضرب "داعش"، طالبة "التدخل بسرعة لإنقاذ البلاد من خطر الإرهاب، الذي بات يهدد الجوار الإقليمي والعربي". ودعت المجموعة العربية إلى "ممارسة مزيد من الضغوط على مجلس الأمن الدولي، من أجل الموافقة على رفع حظر توريد السلاح عن الجيش الليبي لدعمه في حربه على الإرهاب".

وفي استجابة لنداءات حكومة طبرق، سيعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الثلاثاء، في العاصمة المصرية القاهرة، لدرس "توجيه ضربات جوية لمعاقل تنظيم داعش في ليبيا، خصوصاً في مدينة سرت"، التي يسيطر عليها التنظيم. إلا أنه من غير المتوقع أن يخرج الاجتماع العربي بالكثير من الخطوات الميدانية، التي قد تساعد ليبيا في مواجهة "داعش".

والتخاذل الغربي المُكتفي بالإعراب عن القلق من زيادة سوء الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في ليبيا، لا يُمكّن حكومة الوحدة الوطنية ومؤسساتها الوطنية، من العمل بكفاءة وتلبية الاحتياجات الملحة لدى الشعب الليبي. وفقاً لقراءة المراقبين للبيان الأخير للدول الغربية.

ويعرب المراقبون عن اعتقادهم أن "التململ العربي لا ينقصه العجز وقلة الحيلة، في ظلّ فشل الأطراف الليبية في التوصل إلى تسوية سياسية، في مقابل تمدد داعشي دموي، ما قد يُرجّح توقعات وزير الخارجية الإيطالي في جعل ليبيا دولة فاشلة، مثل الصومال، ومرتعاً رئيسياً للاتجار بالبشر، ونقطة انطلاق لقوارب المهاجرين بشكل غير مشروع إلى أوروبا، وموطئ قدم جديداً لداعش في شمال أفريقيا، وليس بعيداً عن شواطئ أوروبا".

اقرأ أيضاً: عشرات القتلى بمعارك بين "داعش" ومسلّحين في سرت الليبية

المساهمون