لبنان: الاحتجاجات على تكليف دياب مستمرة...وتوتر أمني في بيروت

استمرار الاحتجاجات على تكليف دياب رئاسة الحكومة... وتوتر أمني في كورنيش المزرعة

20 ديسمبر 2019
قوى الأمن استخدمت الغاز المسيل والرصاص المطاطي(حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -


اندلعت الاحتجاجات على تكليف حسان دياب رئاسة الحكومة اللبنانية المقبلة لليوم الثاني على التوالي، إذ شهدت منطقة كورنيش المزرعة في العاصمة بيروت، مساء الجمعة، عمليات كر وفر بين الجيش اللبناني ومحتجين عمدوا إلى رمي الحجارة وإشعال المستوعبات وإغلاق الطريق باتجاه المتحف.

وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن محتجين يتجمعون أمام منزل الرئيس المكلف في تلة الخياط، وكان بعضهم وصل من ساحة الشهداء في تظاهرة جابت شوارع العاصمة.

وردد المحتجون هتافات تنوعت بين الرافضة تكليف دياب برئاسة الحكومة وعودة الرئيس سعد الحريري، وأخرى مؤيدة للأخير.

وفي شمال لبنان، قطع المحتجون طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس بالإطارات المشتعلة والحجارة.

وفي محاولة لاحتواء الاحتجاجات، ناشدت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ريا الحسن، منتصف ليل الجمعة/السبت، الشباب المحتجين في كورنيش المزرعة (غربي بيروت) وطرابلس (شمالي لبنان) إخلاء الطرق والساحات "درءا للأخطار والفتن".

ودعت الحسن، في بيان، إلى "الاحتكام لدعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بالخروج من الشوارع فورًا إيمانا منه بدولة المؤسسات وحفاظا على السلم الأهلي، ومبدأ الاعتدال الذي لطالما انتهجه (الحريري)".

وفي وقت سابق الجمعة، دعا الحريري، في تغريدة على "تويتر"، جميع محبيه للخروج من الشارع فورًا.

 

ومنذ استقالة حكومة الحريري، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية، يطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية.
وفي هذا السياق، قالت "هيومن رايتس ووتش"، الجمعة، إن القوى الأمنية اللبنانية استخدمت القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين، الذين ألقى بعضهم المفرقعات والحجارة، خلال المظاهرات في وسط بيروت في 14 و15 ديسمبر/كانون الأول 2019.

وقالت المنظمة إن القوى الأمنية "ألقت عددا ضخما من قنابل الغاز المسيّل للدموع على المتظاهرين، ليس لتفريقهم فحسب، بل لدى محاولتهم المغادرة أيضا، وأطلقت عليهم الرصاص المطاطي ورشتهم بالمياه، وأقدمت القوى الأمنية أيضا على ضرب بعض المتظاهرين بعنف شديد متسببة بجروح خطيرة".

ونقلت عن شهود أن "شرطة مكافحة الشغب، التابعة لقوى الأمن الداخلي، وشرطة مجلس النواب، كانت مسؤولة عن الانتهاكات، لكن لم يكن بالإمكان التفريق بين القوّتين في جميع الحالات لأن عناصرهما ارتدوا البزات نفسها".

وقال جو ستورك، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش": "بدل معالجة مظالم المحتجين، وهي جدية جدا، نشرت السلطات اللبنانية القوى الأمنية التي أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيّل للدموع، وضربت متظاهرين من دون أن تدعو الحاجة إلى ذلك. لكي يثق اللبنانيون في التحقيقات التي تزعم وزيرة الداخلية أنها تُجرى حاليا، يجب أن تكون إجراءات هذه التحقيقات وأي تدابير تأديبية ناتجة عنها شفافة".

وتجمّع آلاف المحتجين ليلتَيْ 14 و15 ديسمبر/كانون الأول بالقرب من ساحة النجمة اعتراضا على تداول اسم رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري لرئاسة الحكومة مجددا.



وقالت ريا الحسن، في اجتماع مع "هيومن رايتس ووتش" في 17 ديسمبر/ كانون الأول، إنها أمرت بالتحقيق بالعنف الذي حصل في 14 ديسمبر/كانون الأول، وإنها اتخذت إجراءات للحؤول دون تجدد هذه الانتهاكات، بما في ذلك توضيح التسلسل القيادي بين الأجهزة الأمنية.

واعترفت الوزيرة بوجود "أخطاء ارتُكبت"، قائلة إن انتهاكات شرطة مكافحة الشغب ساهمت فيها ساعات العمل الطويلة، والإرهاق، والتوتر، ونقص التدريب المناسب. وأضافت أن تحقيقات داخلية جارية في انتهاكات أفراد قوات الأمن الداخلي.

وأشارت إلى أن ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة أدى إلى خلط حول سلاسل القيادة و"مظاهر مقبولة" في 14 ديسمبر/كانون الأول، مضيفة أنها "تصرفت بسرعة لتصحيح الوضع عبر التوضيح أن عناصر وزارة الداخلية لا تتلقى أوامرها من أفرع أجهزة أمنية أخرى، وتحديدا شرطة مجلس النواب، حتى لو نُشر عناصر الجهازين معا".

وتابعت بأن "لدى قائد قوات الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان سلطة الأمر باستخدام الغاز المسيل للدموع"، نافية علمها بأية "معايير واضحة حول متى يجب استخدام الرصاص المطاطي". من جانبها، لم تستجب شرطة المجلس لطلب التعليق على أحداث 14 و15 ديسمبر/كانون الأول.