إسرائيل تحاول دق الأسافين بين تركيا والأردن بالقدس والأقصى

إسرائيل تحاول دق الأسافين بين تركيا والأردن في القدس والأقصى

04 يونيو 2017
ادعا المستشاران زيادة الدعم التركي للقدس (Getty)
+ الخط -

 

تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مؤخراً التحريض على تركيا ودقّ الأسافين بين تركيا وبين المملكة الأردنية الهاشمية، على خلفية النشاط التركي في المسجد الأقصى وتأييد تركيا وتمويلها بحسب الادعاءات الإسرائيلية، لنشاطات فلسطينية في المسجد الأقصى المبارك، والالتفاف على "المكانة الخاصة للأردن"، وإضعاف التأثير الأردني في الحرم القدسي الشريف لصالح النفوذ التركي.

وكشف موقع "معاريف" في هذا السياق، قبل يومين عن دراسة وضعها مستشارو رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، لشؤون شرقي القدس، وتم نشرها في مجلة "هشيلواح" وتعني بالعربية "سلوان"، يدعي فيها مستشارو بلدية الاحتلال أن تركيا بدأت بتحويل ملايين الدولارات لجمعيات وهيئات فلسطينية في القدس المحتلة، لتعزيز مكانة تركيا بين سكان القدس المحتلة على حساب الأردن وإسرائيل، وأن هذا الأمر بدأ يتجلى مؤخراً بزيادة وتيرة رفع العلم التركي في الحرم القدسي الشريف، والهتافات المؤيدة لتركيا ودورها في القدس والأقصى.

وبحسب الموقع المذكور فإن المستشارين الإسرائيليين، اللذين يعملان في ديوان رئيس بلدية الاحتلال، د. دافيد كورين وبن أبراهامي، كتبا في دراسة لهما في مجلة "هشيلواح" إن "مكانة الأردن قد تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل تدريجي، إلى حد أنها باتت تقتصر على المحافظة على 144 دونماً هي مساحة المسجد الأقصى". وأضافا أنه في الواقع "حتى داخل الحرم القدسي تقلص النفوذ الأردني، وهو في تراجع، بينما تدخل تركيا لتعبئة الفراغ الحاصل، سواء في الحرم القدسي أم في أنحاء القدس".

ويدعي المستشاران الإسرائيليان أن "التدخل المتصاعد لنظام أردوغان، الذي يشكل اليوم الراعي الرئيسي لحركة الإخوان المسلمين في العالم، يدل على أن ما يحدث في القدس هو جزء من تحرك عام وأوسع يهدف إلى تكريس هيمنة تركية إقليمية على حساب لاعبين آخرين".

وادعيا أن الخاسر الرئيسي من الوجود التركي المتصاعد هو الأردن، التي تمتعت على مدار سنوات بمكانة "حامية الأماكن المقدسة، والتي تبسط رعايتها على سكان شرقي القدس. التهديد الأكبر للنفوذ الأردني في القدس المحتلة يأتي اليوم من تركيا".

وبحسب ادعاء الكاتبين الإسرائيليين، فقد طرد المصلون في الأقصى القاضي الأردني الرئيسي من الحرم القدسي في شهر أيار 2015، في المقابل استقبلوا بوقار واحترام وزير الأوقاف التركي. ويكتب المستشاران الإسرائيليان: "لقد حول الأتراك في السنوات الأخيرة أموالاً لا يستهان بها لمؤيديهم في الحرم القدسي، لتنفيذ سلسلة من النشاطات في الحرم، مثل مجموعات تعليم القرآن، وحافلات شد الرحال لنقل المصلين من وإلى المسجد، وتنظيم وجبات الإفطار الجماعي للمصلين في الأقصى خلال رمضان، وحملات لتنظيف وترميم الموقع. إجمالاً يمكن القول إن القوات الإسلامية في الحرم القدسي، تعمل سواء عن سابق تخطيط أم لا، لصالح تركيا، وضد المصالح الأردنية. ويبدو أن هذه القوى ترى أن استبدال الوجود الأردني بوجود تركي سيكون خطة إيجابية ومباركة".

ويدعي المستشاران المذكوران أيضاً أن تركيا تحول أموالها أيضاً عبر قنوات دبلوماسية من خلال قنصليتها، وأنه وفقاً لمصادر في القدس الشرقية التي تتحدث معنا بشكل مستمر، فإن تركيا تمول أيضاً جزءاً كبيراً من نشاط الدعوة في المدينة وجمعيات الإغاثة، ومنظمات نسائية ونشاطات للشبيبة، وأن الشيخ عكرمة صبري المسؤول عن كثير من هذه المؤسسات بات أكثر شخصية معروفة متماثلة مع هذا النشاط التركي في المدينة.

ويضيف الاثنان أن تركيا تنفذ مجمل نشاطاتها واستثماراتها في القدس المحتلة، عبر شبكة أذرعها الطويلة والمتشعبة بدءاً بوكالة الإغاثة الحكومية الرسمية، والقنصلية التركية في شرقي المدينة، وجملة من المنظمات التركية وفروعها المحلية في داخل إسرائيل أو في الضفة الغربية.

وتخلص الدراسة إلى القول إن "تركيا أردوغان تتمتع اليوم بتأييد لم يسبق له مثيل، في صفوف سكان القدس. يتم رفع العلم التركي في أكثر من مناسبة فوق بيوت المقدسيين والمباني بل وحتى في باحات الحرم القدسي، كما أن الثقافة التركية تحظى بنهضة في المدينة، تتجلى بتعليم اللغة التركية، وحضور الأغاني التركية والمأكولات التركية. فتأييد الأتراك العلني للمواقف الفلسطينية وخاصة في مسألة الأقصى، وتحويلهم ملايين الدولارات لشرقي القدس، يعطي ثماراً كثيرة من التأييد والمساندة. نشاط الأتراك في القدس يتم أيضاً بفضل تعاونهم مع عناصر الإخوان المسلمين في المدينة الذين يشكلون حلفاء لهم وأداة تنفيذ".