"الحشد الشعبي" تتوغل داخل الجامعات العراقية

"الحشد الشعبي" تتوغل داخل الجامعات العراقية

26 يونيو 2015
الحشد الشعبي يتمدد في الجامعات بحجة جلب الدعم(فرانس برس)
+ الخط -
فرضت وزارة التعليم العالي على أساتذة وطلاب الجامعات تقديم الدعم المادي لمليشيا "الحشد الشعبي"، داعية إلى التبرع بما يستطيعون لشراء ما تطلبه المليشيا.

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حسين الشهرستاني، في بيان صحافي، إنّ وزارته "أطلقت حملة لجمع مستلزمات أرض المعركة لفصائل الحشد الشعبي"، موضحاً أنّ "هذه الحملة ستكون عبر تبرعات أساتذتها ومسؤولي الوزارة إلى الحشد بما يستطيعونه".

ودعا الوزير "الجامعات العراقية والمعاهد ومؤسسات التعليم العالي جميعاً إلى المساهمة في المبادرة، وتقديم ما يحتاج إليه المجاهدون من أخواننا المتطوعين في فصائل الحشد الشعبي"، مشيراً إلى أنّه "على تواصل مع هيئة الحشد التحديد الأولويات المطلوبة في جبهات القتال المختلفة".

وأضاف الشهرستاني، أن "وزارة التعليم ستسهم بإمكاناتها الذاتية التطوعية، وليست من الموازنة العامة للدولة، وإنما من تبرعات الأفراد والأساتذة ومسؤولي التعليم العالي والطلبة، لشراء ما يطلبه منا الأخوة في الحشد وتسليمها لهم في جبهات القتال".

وأعرب عن أمنياته بأن "تكون هذه المبادرة من أكبر المبادرات، وأن تكون قوافل التعليم العالي مشهودة كي يستبشر الأخوة المجاهدون بأنّ لهم أخوة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي يدعمونهم ويدعون لهم بالنصر ويتدربون للالتحاق بهم ويقدمون لهم كل ما يحتاجون"، بحسب البيان.

من جهته، قال أحد أساتذة الجامعة المستنصرية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد الشعبي توغل، بشكل مخيف، داخل الجامعات العراقية، من خلال انتماء العديد من الأساتذة والطلاب فيه".

وأضاف الأستاذ، الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسيّة الحديث بالموضوع، أنّ "الجامعات العراقية اليوم ليست منبراً ولا صرحاً علمياً بقدر ما تستغلّ لتقديم الدعم المادي والمعنوي إلى مليشيا الحشد الشعبي"، مشيراً إلى أنّ "المنابر الجامعية تستغل بشكل مستمر لإلقاء الخطابات الداعمة للحشد والترويج لهم، وأنّ عمداء الجامعات ورؤساءها وجّهوا الأساتذة بضرورة إلقاء محاضرات مستمرة تحث على دعم الحشد في معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وأشار إلى أنّه "أصبحت داخل الجامعات مافيات من طلاب وأساتذة وموظفين، منتشرون داخلها لهم سلطة تفوق حتى سلطة رئيس الجامعة"، مبيناً أنّهم "يتدخلون بكل شيء حتى بوضع الدرجات الامتحانية للطلاب، وأنّهم يلجأون إلى تهديد الأساتذة الذين لا يمنحون الدرجات العالية للطلاب المنتمين إلى الحشد".

ولفت إلى أنّ "الجامعات أصدرت استمارات (دعم الحشد الشعبي)، تم توزيعها على الطلاب والأساتذة وموظفي الجامعات، تأخذ معلومات كاملة فيها عن الشخص، ويكتب فيها المبلغ الذي يتبرع به"، مبيناً أنّ "الكثير لا يستطيعون التبرع بسبب ظروفهم المادية أو لأنّهم غير مؤمنين بقضية الحشد، لكنّهم يجبرون على ذلك بسبب ما قد يتعرضون له من قبل الحشد أو من قبل الوزارة التي قد تتخذ مستقبلاً إجراءً إدارياً بحق كل من يتخلى عن تقديم الدعم".

وتعمل هيئة "الحشد الشعبي" على كسب الطلاب الجامعيين من خلال زجهم في مراكز للتدريب وانتمائهم إلى الحشد خلال فترة العطلة الدراسيّة، الأمر الذي يمنح الطالب المنتمي امتيازات كبيرة من ناحية الدعم والتعيين والقبول والنجاح، تميزه عن بقية الطلاب.

اقرأ أيضاً: اختفاء 60 شرطياً عراقياً اشتبكوا مع مليشيات "الحشد الشعبي"