ارتفاع مريب في منسوب الفوبيا ضد المهاجرين

ارتفاع مريب في منسوب الفوبيا ضد المهاجرين

02 اغسطس 2016
الحملات المناهضة للمهاجرين يقابلها أخرى مؤيدة(أسانكا براندون-الأناضول/GETTY)
+ الخط -


تعود قضية/أزمة /اللاجئين لتطرح نفسها بقوة على الساحة الأوروبية، بعد أسبوعين داميين في القارة. وبعيداً عن التعميم والتهويل الذي ترافق مع الأحداث، بدءاً من فرنسا وحتى ألمانيا، وتوقعات بالمزيد من ذلك العنف، تعيش الجاليات العربية أيضا جدلا داخلياً مثيراً بينها.

الواقع الذي سبق العنف الأخير، المتمثل بتفجيرات تصر على استهداف المدنيين، إصرار لا يفهمه منطق الحياة، وأخيرا الدخول إلى كنيسة وذبح راهب فوق الثمانين من عمره، حمل الكثير من التحريض على البيئة المهاجرة، وتحديدا القادمة من المنطقة العربية والإسلامية.

أغلبية اللاجئين، وبعضهم أصبح جزءا من جاليات كبيرة بعد سنوات من إقامته، يشعرون بسخط كبير من اختطاف اسمهم والزج به في تصرفات وممارسات لا علاقة لهم بها. وهناك قصص وروايات محكية وممارسات، تكشف جهل أو صدمة اللاجئين. فاليمين المتطرف يترصد كل صغيرة لتعزيز خطابه والدفع بمزيد من التشدد في القوانين التي تؤثر على الجميع. أما بالنسبة لـ "داعش" فصورة تلك الجاليات لا تعنيه، بل إن مقصده في نهاية المطاف شيوع خطاب مقسم واحتشاد كارثي.

أحد أصدقائي يتساءل على خلفية المشهد الدموي: "هل سنصل إلى مرحلة نجبر فيها على وضع إشارة هلال على أعلى أذرعنا؟"، وهو يشير إلى ما أجبر عليه اليهود في ألمانيا قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية. سؤال ينم عن فزع يستشري في هواجس النقاش الداخلي بين الجاليات.

وفي مقابل ذلك، تنظيم "داعش"، الذي سبق أن دعا الجاليات لترك "بلاد الكفر"، يتقهقر جغرافيا وخطابه المترافق مع تخريب لمطالب الشعب السوري أصبح ممقوتاً.

لكن المذهل أن يأتي إلى أوروبا بعض اللاجئين مهمتهم محصورة في التذمر من المجتمعات التي استقبلتهم. وتتفنن وسائل الإعلام الغربية في التقاط ذلك التذمر، مثل قصة العوائل في جزيرة اسكتلندية، التي انتشرت قصص شكواها من "العيش في جزيرة كل سكانها كبار في السن". ويسوق اليمين المتطرف، سواء كان هناك أعمال عنف مسلح أم لا، بعضاً مما جرى التحذير منه مرارا وتكرارا لإثبات نظرية واحدة:" هؤلاء جاءوا وبظنهم تغيير حياتنا وقيمنا".

هكذا تسوق أحزاب يمين ألمانيا والنمسا وإسكندنافيا وفرنسا الخطاب والممارسة التي تستند إلى خيبة أمل في واقع يعاكس الأحلام. وبدل العمل على تغييره، ولو بعد سنوات من انقضاء فترة التوطين المؤقت، يركز البعض القليل، وتأثيره يتسع رغم قلته، على قضايا لا تستدعي كل هذه الضجة في التعبير عن السخط والحديث على الصحافة "لقد خدعونا ولم نكن نظن بأن أوروبا هكذا". فقول مثل ذلك يجعل اليمين يسأل:" ولماذا إذا لم تكن يعجبك ما نقدمه لك من حماية لا تسافر وتعود من حيث أتيت؟".

ربما تكون "داعش" سعيدة بوصول الأمر إلى ما وصل إليه، لكن ليس بمستوى سعادة اليمين المتطرف هذه الأيام.. وللقصة بقية.. مؤلمة.






المساهمون