على لسان عرب المهجر

على لسان عرب المهجر

04 يناير 2015
+ الخط -
حين قرأ بعض عرب المهاجر ملحق جاليات الأول، كان لبعضهم وقفات وآراء أرادوا إيصالها من خلال "العربي الجديد". 
القاسم المشترك بين الجاليات، بغض النظر عن الأصل، تحديات الهوية في المغتربات لديها. 
عند البعض يبدو ذلك التحدي أسهل من غيره، فاستنادا إلى فكرة المغترب السوري سعيد عربيني في النمسا " يبقى سؤال الهوية، بعد ربع القرن من الهجرة، أسهل من غيره حين تتاح لجيل الأبناء الفرص. فالتقاط فرص التعليم والعمل، مع التسلح بما هو إيجابي في الهويتين والموروثين يخفف من التشنج الذي قد يؤدي إلى تضاد وتصادم الأجيال. فمواجهة ما يؤرقنا، نحن الذين لم يكن لدينا أبناء حين هاجرنا، كان بأدوات أخرى غير تلك التي يحملها الجيل الجديد. سلاحه المعرفي واللغوي، بما اكتسبه من خلفيتين ثقافتين، أن يواجه تحديات المستقبل بأدوات المستقبل نفسه". 
وجهة نظر سعيد عن التسلح المعرفي وفرص التعليم يواجهها الصومالي عبد الرحمن عبدي في الدانمارك بالقول: "مواجهة الواقع تقتضي الاعتراف بما خبرناه منذ 15 سنة في مثل هذه الهجرات، ولأكون صريحا معك فنحن الصوماليين مثلا نواجه سؤالا عويصا مستندين إلى شعور بالرفض يقوم على لون البشرة. ما يزال ذوو البشرة السوداء يشعرون بأنهم منبوذون. كثيرون منا متعلمون، لكننا أسرى نمطية صورتنا مشفوعة بأحكام مسبقة. حين يقارن بعضنا حياته في اليمن مثلا مع هنا فإن الأمر لم يكن بهذا السوء نفسيا على الأقل لا في اليمن ولا في بعض دول الخليج العربي، من جيلنا الذي غادر في التسعينيات بعد حرب الخليج الثانية. فبالرغم من التعليم ما يزال الصوماليون يعانون هنا، بعضهم يغادر نحو بريطانيا والولايات المتحدة. لماذا نحن موجودون في هذه البلاد لو كانت بلادنا تعيش بسلام؟". 
ربما يرتبط سؤال الهوية عند بعض شباب المهاجرين مع سعيه بعد التحصيل العلمي وخبرة العمل للهجرة ثانية، فيقول الشاب محمد الفرا من طولكرم، والذي هاجر وهو في العاشرة من عمره إلى أوروبا:" أقف أحيانا بعد العمل لعشر سنوات في مجال البناء لأراقب، بفضل اهتمامي بمجالي، كيف يتطور العمران في دولنا. أراقب حركتها في بعض دول الخليج وأنا أفكر دائما في مغامرة السفر والعمل هناك. ما يعرقل خطوتي هو محيطي الذي يأتي بقصص تخيفني عن الفرق في المعاملة بين أوروبي وحامل جنسية أوروبية مثلي. كشاب أعيش في الغرب أرغب حقا في أن أجرب العمل في دولة عربية. بعد كل هذه السنوات تحتاج لأن تكون في مجتمع عربي لتستفيد ثقافيا ولغويا وحضاريا، لأجل طفلي أو طفلتي حين تنجب زوجتي. لكن السؤال يظل دائما، لماذا أسمع عن أن بعض الدول تفضل الأوروبي على العربي الأوروبي، رغم أننا نملك نفس الخبرة والمؤهلات. ربما يكون ذلك وهماً، لكنني كشاب أبحث عن حقيقة الأمر. وليتكم توضحون في صحيفتكم مثل هذه الأمور التي تهم آلافاً من الشباب العرب في الغربة". 
تلك بعض ما لدى الشباب العربي، من هواجس وأسئلة.

المساهمون