محام مغربي في قصة نجاح بملقا

محام مغربي في قصة نجاح بملقا

06 يناير 2018
الخزامي "حميد"... رحلة اغتراب طويلة في الأندلس(العربي الجديد)
+ الخط -
يتحدث المحامي المغربي أحمد الخزامي، المعروف في محيطه باسم "حميد"، بالكثير من التفاصيل عن رحلة شاب تخرج من الرباط من كلية الحقوق، وانتهى به المطاف اليوم متقاعدا في مطعمه ومقهاه في "بن المدينة"، في ملقا، هذه المدينة التاريخية والسياحية بامتياز.

قبل أكثر من 30 سنة "لم تكن الطريق معبدة أمامي في العيش في مجتمع إسباني، فبعد تخرجي بامتياز عملت مع أخي المحامي لسبعة أشهر، وكان افتتاح مكتبي الخاص قد تطلب، وفقا للقوانبن الجديدة آنذاك، أن أدرس عامين إضافيين... فلم أعد أقدر على الدراسة بعد كل تلك السنوات... فجربت حظي في الهجرة إلى زوجتي الإسبانية التي تعرفت إليها في السنة الثانية في الجامعة".
خلال السنوات الأولى لرحلته مع الهجرة لم يكن "الطريق معبداً أمامي، فقد عملت في كل ما يخطر على بال لكي أعيل أسرتي، وخصوصا أني رزقت بابنتي، واضطررت للتوقف عن العمل الليلي حتى الفجر لأني بت أقصر بحق بيتي وابنتي خصوصا".

وجد الشاب حميد في حينه إعلانا في الصحيفة المحلية الإسبانية "الجنوب" عن وظيفة في مطار مالقا "لم أتردد أبدا في إرسال طلب الوظيفة مرفقا بشهاداتي وخبرتي في مجال الأعمال". ويقول: "لم يوظفوني لسواد عيوني، فقد كانت السيرة الذاتية وإتقاني لست لغات محفزا لاعتبارهم لي حفيدا أندلسيا... فوجدتني أتدرج في وظيفتي التي أعطيتها كل جهدي".


أمضى أحمد الخزامي، ابن الأسرة المتواضعة والعصامية المغربية، نحو 20 عاما في مطار ملقا "كعربي وحيد بين الإسبان"، إلى أن تقاعد أخيرا "وبتقاعدي استطعت أن أستكمل حياتي بافتتاح مطعمي ومقهاي هذا في أفضل منطقة سياحية، في بن المدينة". ويرى المجرب "حميد" في المهجر أن "النجاح وتحقيق الأحلام ممكن لأي جديد في المهجر طالما أنه اتبع الطريق الصحيح وكافح بجد وأعطى وقته دونما التفات إلى تحجج بالعنصرية وغيرها".

ويقول عن علاقاته المحلية ونجاحه خلال رحلة 30 سنة في الأندلس، إنه "كان لي ما أردت بجهدي، فقد اشتريت منزلي، وأفكر بالعودة إلى الدراسة في تخصص التحقيق الجنائي الذي كان هو رغبتي الدائمة، قبل أن تأخذني التزامات الحياة".

وبالرغم من انتشار بعض إخوته في المهاجر، ومنهم أخوه الطبيب في أميركا، إلا أن الخزامي يقول: "رغم كل العثرات التي أواجهها بعد التقاعد وافتتاح مشروعي الخاص، تعودت أن لا أطلب من أحد شيئا، بل أن أحاول، كما تعلمت من غربتي ومما علمني إياه والدي رحمه الله، أن أعتمد على نفسي مهما تقدم بي العمر".

نصيحة يقدمها حميد "لكل الإخوة، لاجئين أو مهاجرين، أن لا تعيقهم لا لغة ولا مصاعب عن السير نحو الهدف، فكل توقف يعني ضياعاً للوقت لأسباب يمكن التغلب عليها، وحتى لو شعر الإنسان بعنصرية وتمييز عليه أن يستمر".

اليوم اتسعت علاقات هذا المحامي، الذي عمل في مطار مالقا وكان مسؤولاً عن موظفين إسبان، بسياسيين محليين وقيادات شرطية ومدعين عامين لصيته الذي ذاع بين الإسبان عن كفاح العربي الشاب "والحمد لله علاقتي بمحيطي الإسباني اليوم تقوم على الاحترام، لأنهم لم يروا مني سوى تفان في الوقوف على قدمي واحترامهم بذات الوقت على ما قدموه من فرص".