عمر ابن "المملكة"

عمر ابن "المملكة"

01 مارس 2015
+ الخط -
نشأ وترعرع الشاب الدنماركي عمر عبد الحميد الحسين بسنواته العشرينية في كوبنهاغن، والمفترض أنه شاب دنماركي يعيش مثل البقية منتقلاً من دراسة إلى أخرى وعمل من أجل المستقبل.
بدل ذلك، أُلبس عمر ثياباً لم يخترها، وألصقت به تسمية "الجيل الثاني من المهاجرين". هو مواليد هذه البلاد، حتى أن لون بشرته لا يختلف كثيراً عن الأصليين منهم. وقد لا يختلف غضبه عن غضب مراهقين دنماركيين آخرين على نظام الرفاهية الذي يتجاوزهم.
قبل أسبوعين من هجوم كوبنهاغن المسلح، والذي ذهب ضحيته شخصان ويفترض بأن عمر قام به لوحده، كان قد خرج من سجن لم يكمل فيه كل محكوميته لعامين بسبب طعن أحد الأشخاص في القطار تحت تأثر مخدر ما.
ذلك الشاب لم يكن يختلف كثيراً عن شباب الضواحي المراهقين الذين وجدوا أنفسهم عرضة لقنبلة وسائل الإعلام والسياسيين بتُهمٍ ما أنزل الله بها من سلطان، دون عناء البحث الجدي منذ زمن بعيد، ربما حين كانوا ما يزالون أطفالاً صغاراً في الصفوف الأولى.
لا يذهب علماء الاجتماع الرصينون إلى وضع مبررات لفعل استهداف اجتماع ما ولا كنيس يهودي، لكنهم بالتأكيد وبعد أن هدأت الرؤوس ولم تهدأ الحملة الإعلامية اليمينية المتطرفة عن شيطنة الجاليات العربية والمسلمة، ذهبوا يبحثون عن الخلل في مكان آخر غير تهمة "الإرهاب" الجاهزة في نمطية شرح كل تصرف يقدم عليه شاب مسلم.

سطحية زعماء اليمين المتشدد، في دغدغة أوراق الناخبين لانتخابات قادمة، تذهب نحو التعاطي بكل اقتناع مع أسباب تشكل المجتمعات الهامشية لأجيال شابة ولدت وكبرت في بلادها. فلم تتردد السياسية بيا كيرسغوورد ومعها حفنة من المؤثرين من أحزاب ليبرالية وصحافة "الهوموجين الاثني" الصفراء باعتبار السبب قائماً على: السماح لهؤلاء منذ الطفولة بالتميز بطعام الحلال في رياض الأطفال.

المساهمون