حكم بإعادة محاكمة رسمية عودة في الولايات المتحدة

حكم بإعادة محاكمة رسمية عودة في الولايات المتحدة

11 ديسمبر 2016
رسمية عودة نحو اعادة المحاكمة مجددا (العربي الجديد)
+ الخط -


في تطور مهم حصلت المناضلة الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة، رسمية عودة، على حكم قضائي، هذا الأسبوع، يسمح بإعادة محاكمتها في الولايات المتحدة والاستماع إلى شهادة الطبيبة النفسية، ماري فابري، والتي شخصت عودة بأنها تعاني من الأصابة المزمنة بأعراض ما بعد الصدمة (PTDS).
وكان القاضي الذي بت في قضيتها عام 2014 قد رفض الأخذ بشهادة الطبيبة النفسية ورفض أن تدلي عودة بأي معلومات عن محاكمتها وتعذيبها نفسيا وجسديا  والتحرش الجنسي بها على يد قوات الأحتلال الإسرائيلي عام 1969. وفي الوقت ذاته استخدمت معلومات محاكمتها واتهامها بالقيام ”بعمليات إرهابية“ ضدها في المحكمة لإضعاف موقفها ومحاربتها ومحاولة إثبات أنها كذبت عمدا. 

جرم عودة في الولايات المتحدة، بحسب المدعي العام الأميركي، أنها اخفت معلومات حول حبسها في السجون الإسرائيلية لعشر سنوات بتهمة تفجير سوق تجاري في عملية فدائية بالقدس المحتلة قتل فيها إسرائيليون. حيث على المتقدم بالحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة أو المتقدم للحصول على الجنسية الأمريكية أن يجيب في استمارة التسجيل على سؤال حول ما إذا كان قد سجن بالماضي. فريق الدفاع  يرى أن ملاحقتها تأتي ضمن سلسة طويلة من الملاحقات داخل الولايات المتحدة للنشطاء الفلسطينيين أو الداعمين للقضية الفلسطينية. ومما يثير الشكوك حول تلك الملاحقة هو ملاحقة ”مكتب الأمن القومي الداخلي“ لها في القضية بدلا من مكتب ”الهجرة“. 

أطلق سراح عودة آنذاك في عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال وبين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. تنحدر عودة التي درست القانون من لفتة بضواحي القدس حيث ولدت عام 1944 وتعلمت القانون. بعد إطلاق سراحها انتقلت إلى لبنان والأردن ومن ثم الولايات المتحدة. في الولايات المتحدة تمكنت عودة من المشاركة والعمل في تأسيس إحدى الجمعيات العربية التي تعنى بتمكين النساء، وخاصة المهاجرات، وتحسين ظروف معيشتهن و توعيتهن بحقوقهن داخل الولايات المتحدة. ناهضت عودة خلال مسيرتها في الولايات المتحدة سياسات الحكومة الأميركية وعلاقتها بدولة الاحتلال. 

ما حققه النشطاء وفريق الدفاع عن رسمية عودة ليس بالقليل فمحاكمتها جارية منذ ثلاث سنوات وصدر حكما ضدها، عام 2014،  يقضي بتجريدها من جنسيتها الأميركية وحبسها لـ 18 شهر وترحيلها. إعادة محاكمتها لن تكون في الوقت ذاته بالأمر السهل لها نفسيا، فعليها أن تقف مجددا أمام محلفين لتسرد قصة معاناتها في التحقيق وتعود في ذاكرتها إلى تلك الغرف المظلمة أمام الملاء وتغمس مجددا من ذلك الآلم للدفاع عن نفسها. 

المساهمون