فرنسا ومسلموها..أشواك ضارة في الحديقة

فرنسا ومسلموها..أشواك ضارة في الحديقة

01 مارس 2015
إجراءات أمنية في فرنسا تحسباً لهجمات إرهابية(قرانس برس)
+ الخط -
يقول الصحافي الفرنسي الجزائري، السابق في صحيفة ليبراسيون، بوزيان داودي في تصريح لـ"العربي الجديد": لقد ضيعت فرنسا فرصتين تاريخيتن لتدشين مصالحة مع مسلميها، وهي بصدد تضييع الفرصة الثالثة: الأولى أثناء مسيرة الجيل الثاني للهجرة من أجل المساواة وضد العنصرية 1983، والثانية بعد "انتفاضة" الضواحي سنة 2005، والثالثة بعد الاعتداءات التي عرفتها باريس في يناير/كانون الثاني.
وهو يأس أو يكاد يكون كذلك، عبّرت عنه، بصفة بالغة، رسالةٌ نشرها الدكتور عبد الرحمن عزوزي. وهي تكتسي أهمية متعددة، منها أنها تأتي بعيد تفجيرات "شارلي" والتي كان ينتظر أن تقوم الدولة الفرنسية بمحاسبة نقدية لكل سياساتها الفاشلة، خصوصاً تجاه مواطنيها المسلمين، ومهمة لأن صاحبها آمن بالعمل السياسي ومارَسَهُ، طوال سنوات، وأيضاً لأنه اعتراف بفشل كليّ لكل سياسات الإدماج، وأيضاً لأن صاحبها، لا يريد، بعد اليوم، أن يكون شاهد الزور و"مُتصنّعاً"، كما يفعل الكثيرون من الانتهازيين والسياسويين.
القليل، فقط، في فرنسا يعرفون الطبيب عبد الرحمن عزوزي، أخصائي المسالك البولية، في مدينة أنجيرس، الفرنسية. على الرغم من أنه كان، أيضاً، عضواً في المجلس البلدي. ولكنه قرر، فجأة، وضع حدّ لهذا المنصب الذي كان فيه منذ سنة 2008.
وفي رسالة مفتوحة، وصلت إلى العربي الجديد، يقول فيها، مخاطباً سكان مدينته، خصوصاً، والفرنسيين، عامة، إنه سيتوقف عن "سياسة تصنع قبول ردات فعلكم، في الوقت الذي يوجد فيه قسم من الفرنسيين (المسلمين) خاضعين لسياسة الاستثناء، وبينما تُسنّ قوانين تستهدفهم، كمسلمين؟" ويصرخ: "هل سأتصنع قبول انتمائكم إلى دين هو العلمانية، التي أصبحت سلاحاً، في واقع الأمر، بل السلاح الأخير والحصري ضد مسلمي فرنسا؟" هل يتوجب علي أن أتصنع قبول صمتكم حين تتصدى المدرسة الجمهورية، بعنف، لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة والعاشرة، لأنهم مسلمون؟
إلى أن يصل إلى هذا التساؤل الإنكاري: "هل يتوجب عليّ أن أتصنع الموافقة حين يتم، وعلى مدار الوقت، وعلى الرغم من التسونامي الذي ضرب فرنسا، كما لو أن شيئاً لم يحدث، دعوة نفس الأشخاص، زمور وفينكلكروت وفوريست وبيلّو، كي يمنحونا دروساً في العيش المشترك، الذي لن يعرفوا عنه، أبداً، شيئاً؟" هل يتوجب علي أن أتصنع الموافقة على الاستثناء والإقصاء المستمر والدائم لطارق رمضان، المثقف المعاصر والاستثنائي، بينما يُشبِع إيريك زمور وسائل الإعلام، وأيضاً قاعات بلديات فرنسا؟ هل يتوجب علي أن أتصنع تجاهل الإبرتهايد الميديوي والسياسي الذي وُضِعَ فيه الآلاف من المثقفين والخبراء الفرنسيين من الديانة الإسلامية، الذين يمكنهم أن يساهموا، في الاعتراض، وأيضاً، البناء في النقاشات العديدة والقضايا التي تهمهم، بشكل مباشر، والتي شبع منها الفرنسيون؟

المساهمون