يوسانو أكيكو: ما جدوى الخلود الذي لا نراه

يوسانو أكيكو: ما جدوى الخلود الذي لا نراه

22 نوفمبر 2014
+ الخط -

رجم العامة بيتها بالحجارة بعد أن انتقدت الإمبراطور علناً، وتحدثت عن إعدام الثوريين في عام 1912، وأصبحت أبرز كاتبات أول مجلة نسائية يابانية تصدر في عام 1916.

نشرت يوسانو أكيكو (1878-1942) 75 كتاباً، منها 20 مجموعة شعرية تتضمن 17 ألف قصيدة تاناكا (شكل شعري يتألف من 31 مقطعاً موزعاً على خمسة أسطر بالنسق التالي: 5-7-5-7-7)، و500 قصيدة حرّة، ونقلت "حكاية جنجي" للكاتبة موراساكي شيكيبو إلى لغة يابانية معاصرة. وظلت بسبب مواقفها غير التقليدية من مجتمعها الياباني الأكثر شهرة وإثارة للجدل بين الكاتبات في اليابان المعاصرة.

سميت "أميرة" و"ملكة" و"إلهة" الشعر، واعتبرت تجسيداً حياً للرومانسية اليابانية في مطلع القرن العشرين، ومحبة للسلام والإصلاح الاجتماعي والانتصار للمرأة، وهيمنت على العصر الذي عاشت فيه إلى درجة أنه أصبح يشار إليه باسم "عصر أكيكو". كانت أيضاً باحثة مهمة في الكلاسيكيات أيضاً، فقد أعدت نسخة جديدة من "مانيوشو" (إحدى مجموعات الشعر الياباني الكلاسيكي) وساهمت في إعداد خمسة مجلدات كلاسيكية أخرى.

دافعت أكيكو عن شعر يتحدث مباشرة من لب حياة المرء اليومية بلغة عادية لا تصنّع فيها ولا أدوات أدبية. وحين نشرت أول مجموعة شعرية لها تحت عنوان "شعرٌ متشابك" كانت قصيدة التاناكا قد انحطت وتحولت الى صيغ تعبيرية، وصور جاهزة، يتقاسمها الشعراء ويكررونها، ويتخذها المجتمع الراقي وسيلة للتسلية.

وبمجموعتها هذه عادت أكيكو إلى أفضل الموروثات الغنائية مثل تلك الموجودة في كتابي "مانيوشو" و"كوكنشو" اللذين يعدان أفضل مختارات التاناكا من القرن العاشر الميلادي، وكتبت تاناكا ذات جذور في تجربة حيّة ومباشرة.

تقوم حداثة قصائدها التي سبقت التغيرات الكبرى في الشعر الغربي على يد إزرا باوند وإليوت، على مبادئ تتطابق مع أرفع أنواع الحداثة، لقد أنشأت شعراً ينطبق عليه وصف إزرا باوند للشعر السليم والملموس الذي يصل العظم مباشرة.

دافعت أكيكو عن شعر يتطلب من الشاعر أن ينظر في عمق القلب مباشرة ليكشف عن التعقيد العاطفي الحقيقي القائم هناك. ومثلت في استحضارها للحب الرومانسي مستوى زمنها العالي ومستوى لازمني في وقت واحد معاً. لم يكن غرضها إحداث صدمة في قارئها وهي تجد درجة من درجات الجاذبية الشبقية في راهب شاب أو في ابتسامة بوذا الغامضة، على سبيل المثال، بقدر ما كان الأمر يرجع الى أن التجربة تحمل مصداقية بذاتها.

كان الإجماع على عبقريتها تاماً، وظلت صلبة في التزاماتها الأدبية والشخصية كما في ضميرها الاجتماعي، وغالبا كانت الصوت الوحيد الذي يحتج على النزعة التوسعية اليابانية، ومصير النساء في مجتمع طقوس جامدة، وظل الشعر كما تراه منحوتة المشاعر الصادقة، حيث يقوم ظل بين خط وخط، وبين مقطع ومقطع. "الربيع قصير.. قصير.. ما جدوى الخلود الذي لا نراه؟".

قصائد مختارة للشاعرة

المساهمون