"آر تي نوبة": أغانٍ للغد البعيد

"آر تي نوبة": أغانٍ للغد البعيد

15 نوفمبر 2017
(من أحد عروض الفرقة)
+ الخط -
ظلّت موسيقى جنوب النيل بعيدة عن الذائقة المصرية والعربية حتى السبعينيات حين لحّن الموسيقي أحمد منيب (1926 – 1991) أغانيه النوبية الشهيرة التي أدّاها محمد منير وعفاف راضي وشادية، وربما يعرف بعض المتابعين تجربة أقدم للموسيقي والأكاديمي النوبي حمزة علاء الدين (1929 - 2006).

منذ ذلك الوقت، دخل العود كآلة حاضرة في جميع التجارب النوبية المقدّمة ما اعتبره البعض نوعاً من التعريب أو التفاعل الذي ساهم في تقريبها إلى مستمع لا يدرك معاني كلماتها المغناة، لكن الفرق التي تأسّست في السنوات الأخيرة باتت تعتمد أكثر على الآلات الغربية واستطاعات أن تحقّق انتشاراً ملحوظاً.

عند الثامنة من مساء غدٍ الخميس، تقدّم فرقة "آر تي نوبة" (التي تعني جزيرة النوبة) حفلاً في "درب 1718" في القاهرة، والتي تضمّ أحمد سمير (موك) على الساكسفون، وميدو رنغة على الدرامز، ومؤمن حسن ومهند طارق على الإيقاعات، ومحمد غزاوي وأكرم مصطفى على الغيتار، ومحمد إنغوما على الترومبيت، ومحمد حسني على العود، وغناء محمد عوض "شيكا" وحسام سعيد.

"يلا يا سمرا" من أبرز الأغاني التي اشتهرت بها الفرقة، التي تقول كلماتها "يلا يا سمرا خدينا، وفي بحورك توهينا، عينيك شراع ودفا.. لولا حبي واندفاعي ما وصلنا ولا رسينا"، وكذلك أغانٍ مثل "العريس جاي"، و"منين"، و"ذكريات"، و"وو ديسي" (الفتاة الجميلة)، و"صوتك".

تتمسّك "آر تي نوبة" بالسلم الخماسي الذي تقوم عليه الأغنية النوبية وعدم الذهاب إلى أي تجريب يغيّر بنيتها الأساسية وينحو بها نحو التغريب حتى وإن عُزفت على آلة غربية، دون إغفال أهمية الإيقاعات في إبراز هويتها أيضاً.

ولا يخلو الموروث النوبي من دعوات التسامح حيث تؤدي الفرقة أغنية تتناقلها الأجيال، ويرد فيها "يا بكرا اللي جاي بعيد حتيجي ولا لسه عنيد؟، أنا مستني على الشارع ما بين كنيسة وبين جامع وقنديل الأمل والع ينوّر سكتك للعيد، يا بكرا يللي جاي هناك عيون واقفة على الشباك بتستنى مراكب ناس جبينها فانوس وايديها فاس تطلع حلمي من الكرّاس وتبقى حقيقة جاية معك"، في إشارة إلى الحياة والمصير المشترك بين من يعملون بكدّ.

المساهمون