فرج سليمان.. البيانو مختبراً للتراث

فرج سليمان.. البيانو مختبراً للتراث

20 مايو 2014
+ الخط -

قبل عامٍ تقريباً، قدّم المؤلّف الموسيقي وعازف البيانو الفلسطيني فرج سليمان عرضاً حيّاً بعنوان "تسجيل دخول"، والآن يستعدّ لإطلاق ألبومه الأوّل الذي يحمل نفس اسم العرض، في حفلٍ يُقام يوم 24 أيار/ مايو الجاري في مؤسسة "المشغل للثقافة والفنون" في حيفا.

يقدّم سليمان في هذا الألبوم مجموعة من الأعمال الموسيقية التي ألّفها على البيانو، إلى جانب إعادة توزيع مقطوعات من ألحان محمّد عبد الوهاب والأخوين رحباني وعثمان الموصلي ولحن فلكلوري.

ويرتكز المؤلّف في عمله على آلة البيانو، عبر محاولةٍ منه لاستغلال القدرات والإمكانات التي تتمتع بها هذه الآلة، ليكرّسها في إنتاج جملٍ موسيقية شرقية، سعياً منه إلى تطويرها مع الحفاظ على هُويتها في الوقت نفسه.

وعن العلاقة بين مؤلّفاته الخاصّة والمقطوعات التي أعاد توزيعها، يقول سليمان لـ"العربي الجديد" إن كلا النموذجين "يحاولان الإجابة على أسئلتي وبحثي في البيانو، أسئلة تتعلق بإمكانية إيجاد بدائل للأشكال والأنماط التقليدية عند تقديم موسيقى عربية على هذه الآلة". فبالنسبة له، النموذجان كانا مختبر تجارب عند المحاولة في تجديد الجملة الموسيقية الشرقية.

ويرى سليمان أن ثمّة علاقة أخرى تجمع بين مؤلفاته وما أعاد توزيعه، هي أن الأعمال جميعها كُتبت خصّيصاً للبيانو، "أي أن التفكير اللحني منذ البداية اتخذ مساراً موسيقيّاً واحداً في كلا الحالتين".

لا يسعى سليمان عبر إعادة توزيعه لأعمال التراثية إلى الحفاظ عليها بقدر ما يعمل على إفراغ الأغاني من الكلمات وتحويلها إلى ألحان صرفة، أي تحويلها من قالبٍ لحنيّ إلى قالبٍ آليّ، وهنا تكمن الحبكة الموسيقية وفقاً لرؤيته الفنية. إذ أن تساؤله ينبثق عن كيفية تحويل مبنى وسلوك أغنية إلى مبنى وسلوك مقطوعة مُجرّدة، "بهدف تسليط الضوء على إمكانيات اللحن وقدراته وعمقه".

وينطلق سليمان في عمله هذا من فكرة تقول إن "التراث ليس محصوراً بآلة، بل يمكننا تأديته على أي آلة نشاء، لكن السؤال يكمن في كيفية أدائنا له، وهل يبقى اللحن التراثي متماسكاً وعميقاً كما كان؟ أم أنه يتضرر ويتسطح بعد التوزيع؟". 

وإن كان فرج سليمان يعيش "غربة" آلة البيانو في محيط شرقي، وغربة الاحتلال في فلسطين المحتلة عام 1948؛ إلا أن علاقته مع البيانو تبدو متجاوزة للغربة وكأنه مدرك في العمق أن البيانو حفيد آلة القانون الشرقية. أما الاحتلال فيبدو له مجرّد فكرة زائدة، والرد عليها  يكون بتوسيع جدارته الإبداعية كفنان عربي يسجّل دخوله اليومي في بلاده.   

 

المساهمون