توم هانكس يفقد ذاكرته... ويُنقذ العالم

توم هانكس يفقد ذاكرته... ويُنقذ العالم

23 مايو 2016
من فيلم "جحيم"
+ الخط -

لن تبقى شخصية البروفسور روبرت لانغدون، التي يؤدّيها الممثل الأميركي توم هانكس (1956) في فيلمين مقتبسين من روايتين للأميركي دان براون (1964)، بعيدة عن المشهد السينمائي. فبعد 7 أعوام على ظهورها في "ملائكة وشياطين" (2009)، وهو الثاني بعد "شيفرة دافنشي" (2006)، يُطلّ البروفسور المتخصّص بعلم الرموز في مغامرة جديدة، بعنوان "جحيم" (Inferno)، مأخوذة من كتاب بالعنوان نفسه لبراون أيضاً، يُشكِّل الجزء الرابع من السلسلة، التي تبدأ بالـ"شيفرة" نفسها.

الجزءان الأولان من السلسلة السينمائية يعرفان نجاحاً جماهيرياً، بفضل ثيمات متداولة في أفلام التشويق، تحديداً: ألغاز مطلوب حلَّها، والطريق إلى ذلك دونها مصاعب وتحدّيات ومتاهات، تجمع السياسي بالديني، وتخترق معقل الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، وتعود إلى عصور مسيحية قديمة، وتكشف أنماطاً شتّى من الحكايات السرّية.

"شيفرة دافنشي" يُحقِّق 758 مليوناً و239 ألفاً و851 دولاراً أميركياً كإيرادات دولية، في مقابل ميزانية إنتاجية تبلغ 125 مليون دولار أميركي فقط. بينما يُحقِّق "ملائكة وشياطين" 485 مليوناً و930 ألفاً و816 دولاراً أميركياً، في مقابل ميزانية إنتاجية تساوي 150 مليون دولار أميركي.

الشخصية تلك تكتسب حضوراً أدائياً مهمّاً، بفضل تقنية التمثيل التي يعتمدها توم هانكس في اشتغالاته، وإنْ تبدو في الفيلمين هذين أقرب إلى المزاج التشويقي العادي. فهانكس يُتقن تفعيل الحضور الإنساني للشخصية السينمائية، جاعلاً إياها أكثر اقتراباً من حيوية الفرد في مواجهته تحدّيات عيشه اليومي. وهو ـ إذْ يُقدِّم أدواراً مهمّة في فترات مختلفة،

ويخضع أحياناً لبرامج تغذية أو تدريب جسدي للتماهي، أكثر، بالدور المطلوب منه تأديته ـ يضع شخصية البروفسور روبرت لانغدون في إطارها الطبيعي، صانعاً منها نموذجاً لاختلاط العلم والمعرفة بالأمن والسياسة والتحالفات المالية ـ الدينية المبطّنة.

في "جحيم"، يستيقظ لانغدون، ذات صباح، في مستشفى إيطالي فاقداً ذاكرته، فلا يتردّد عن طلب المساعدة من الطبيبة سيينا برووكس (فيليستي جونز)، لاستعادتها. لكنّ هناك مأزقاً آخر: في الوقت نفسه، على الثنائي الجديد هذا أن "يمنع" رجلاً خطراً من نشر وباء قاتل.

المادة الدرامية تشي بحكاية متداولة جداً في السينما والأدب البوليسيين. فهل يتوصّل رون هاورد، المستند في تنفيذ المشروع على سيناريو لديفيد كوب (الجزءان الأوّلان مكتوبان بقلم آكيفا غولدسمان)، إلى تحويل العاديّ إلى امتداد درامي ـ جمالي للمغامرات السابقة، المليئة بالتشويق والإثارة؟

يُتوقّع أن تبدأ العروض التجارية الدولية للفيلم الجديد في أكتوبر/ تشرين الأول 2016. علماً أن "جحيم" لم يكن حاضراً في خطط الإنتاج لدى شركة "سوني"، المهتمة، منذ "ملائكة وشياطين"، بتحقيق الكتاب الثالث من الرباعية، "الرمز الضائع"، التي يُفترض برون هاورد أن يتولّى إدارة إنتاجه فقط. لكن صدور "جحيم" يُبدِّل الخطط، من دون أن يلغي إمكانية تنفيذ المشروع المؤجّل هذا، في وقت يُحدَّد لاحقاً.

المساهمون