"الموسيقى العسكرية التركية": تاريخ أقدم جوقة

"الموسيقى العسكرية التركية": تاريخ أقدم جوقة

22 فبراير 2019
(رسم عثماني لـ"مهتر"؛ أقدم جوقة عسكرية في العالم)
+ الخط -
رغم أن الآلات الموسيقية استخدمت منذ القدم في استنهاض همم الجنود وإثارة حماستهم في المعارك، إلا أن ظهور فرق موسيقية عسكرية تأخر إلى القرن الرابع عشر إلى أن أصبحت جزءاً أساسياً من الجيوش ترتبط بمهام ووظائف متعدّدة.

استفاد العثمانيون من تراث متراكم من استخدام الموسيقى لأغراض حربية في المنطقة ضمن تأثيرات عربية وفارسية وتركية، وقد لفتت انتباه الأوروبيين منذ أن تواجه الطرفان عسكرياً في البلقان في القرن الرابع عشر وجرى استعارة آلات المثلث والطبل من الشرق.

ينظّم "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون" (بيت الحكمة) في تونس العاصمة عند الرابعة والنصف من مساء غدٍ الجمعة لقاء لتقديم كتاب الموسيقى "العسكريّة التركيّة" من تأليف الباحثون هيكل كشك وعبد الرزاق الحيحي وعزيز الورتاني وخالد الجمل، يديره الأكاديمي أنيس المؤدب.

يتضمن الكتاب مقاربة تاريخية حول الموسيقى العسكرية التركية منذ نشأتها إلى حدود سقوط الإمبراطورية العثمانية، كما احتوى على ما يقارب خمسين مؤلفة موسيقية عسكرية تركية مرفوقة بسيرة مفصلة لكل مؤلّف، بهدف حماية التراث الموسيقي اللامادي من الاندثار والتغيير المنافي للخصوصيات الفنية، كما ورد في تقديمه.

سميّت الموسيقي العسكرية العثمانية بـ "مهتر"وهي أقدم جوقة عسكرية في العالم، بحسب المؤلّفين، وبدأت بأول نشيد خاص للدولة حيث تأسّس قسم الموسيقى العسكرية "مهترهانة"، وكانت تتبع إلى "أمير العالم"، الشخص الذي يحمل راية الدولة العثمانية في المعارك والأسفار، ويطلق على الشخص الذي يدير مهترهانة اسم "رأس المهتر"، وكان يتم تعليم استخدام الطبول في ساحة المعركة.

شُكّلت فرقة للموسيقى العسكرية للجيوش الانكشارية أطلق عليها اسم "طبل تعليم خاصة"، ولم تكن تلك الفرق تؤدي في العروض الاحتفالية فقط، بل غدت شعاراً ورمزاً لعظمة الدولة، وغدت ألحانها وسيلة فعّالة لبث الحماسة وإيقاظ كوامن الشجاعة عند الجنود.

يحتوي الفصل على فهرس ينطلق من تأسيس السلطنة العثمانية إلى يومنا هذا ويتناول أهمّ الأحداث، أما الفصل الثاني تاريخ "المهتر" منذ بداياته حتى اندثاره عام 1923 ثمّ إعادة انبعاثه مجدّداً سنة 1952، ويشتمل الفصل الثالث على تدوين الأناشيد العسكرية من بينها الخمسة أناشيد السلطانية النادرة والبحث في سيرة ملحّنيها.

المساهمون