قبر لسرفانتس.. الحملة ليست دونكيشوتية تماماً

قبر لسرفانتس.. الحملة ليست دونكيشوتية تماماً

26 ابريل 2014
"دون كيشوت وسانشو " 1855 / أونوري دومييه
+ الخط -

لا يعرف كثيرون أن قبر ميغيل دو سرفانتس، الكاتب الذي تحمل اللغة الإسبانية اسمه، مجهول المكان. ما حدث أن النعش الذي يضم رفاته، في "دير الآباء الثالوثيين حفاة الأقدام"، وسط مدريد، فُقد خلال أعمال إنشاء شهدتها الكنيسة التي دُفن فيها داخل الدير.

وفي وقت لاحق، بنيت كنيسة أكبر على نفس الموقع، ونقل الأشخاص الذين دفنوا سابقًا إلى الهيكل الجديد، ومن بينهم صاحب "دون كيشوت" ولم يُعرف بعدها موقع مدفنه الجديد.

قبل نحو أربعة قرون، وبعد أن عاش حتى السادسة والتسعين كما تقول الروايات، دُفن سرفانتس لدى دير هؤلاء الآباء لأنهم ساعدوا على إطلاق سراحه، بالتوسط والفدية، بعد خمسة أعوام من أسره في الجزائر من قبل العثمانيين (سجنه أصبح مزاراً اليوم ويقال أنه كتب روايته الأشهر فيها).

في تموز/ يوليو عام 2011، افترضت مجموعة من الباحثين الإسبان، انطلاقاً من فكرة المؤرخ فردناندو دو برادو، إمكانية العثور على بقايا الكاتب العظيم. واليوم الجمعة 25/ 4 أعلن الفريق إنّ يوم الاثنين المقبل، سيكون موعد الانطلاق الفعلي لحملة بحث عن رفاة مؤلف "دون كيشوت" التي يعتبرها كثيرٌ من النقاد أمّاً لفن الرواية. وبحسب "أسوشيتد بريس" فسوف تعلن نتائج البحث قبل نهاية هذا العام، وهو ما يأمله المؤرخ دو برادو، المشارك في الحملة، ليرافق ذلك احتفالات الذكرى المئوية الرابعة لرحيل الكاتب، منتصف العام المقبل.

المرحلة الأولى من البحث سيقوم بها خبير الرادار لويس أبيال، حيث سيستخدم معدات تخترق سطح التربة، لتحدد مواقع كل ما هو مدفون تحت الكنيسة. العالم الأنثروبولوجي فرانشيسكو إتسبيريا، المشارك أيضاً، قال إنه من المهم جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الخصائص البدنية لسرفانتس، كي ينجح الفريق في تحديد رفاته، ولعل ما يسهّل ذلك أن الكاتب كان يعجز عن استخدام ذراعه اليسرى، بسبب جراح أصيب بها أثناء معركة "ليبانت" البحرية عام 1571، عندما تمكن تحالف أوروبي بقيادة إسبانيا من هزيمة الدولة العثمانية.

في العموم لن تكون الرحلة "دونكيشوتية" تماماً، فالخبراء متفائلون بأن عملية البحث والعثور على الرفاة ستكون سهلة إلى حد ما، وهو ما سيخدم في جميع الأحوال طقوس الذكرى المئوية الرابعة التي تعد لها إسبانيا لتشد بها انتباه العالم.

دلالات

المساهمون