"تيران وصنافير": جهاز التبرير يصدر كتاباً
أعلن، مؤخّراً، وزير الثقافة المصري، حلمي النمنم، عن إصدار كتاب يوثّق سعودية جزيرتَي تيران وصنافير. كتاب سيكون، بحسبه، مدعوماً بالخرائط والصور.
وقال النمنم "منذ أن وقّعت الحكومة المصرية مع نظيرتها السعودية اتفاقية ترسيم الحدود، كنتُ حاضراً وشاركت فيها، وفور الانتهاء من التوقيع، قابلت مصادفةً أحد الإعلاميين، وقال لي إن هذا الموضوع سيثير الرأي العام".
وزير الثقافة ادّعى، خلال ندوة "تيران وصنافير في القانون الدولي"، التي أُقيمت في "المجلس الأعلى للثقافة" في القاهرة مساء الأربعاء الماضي، أن "كل الخرائط تقطع بأن الجزيرتين ليستا مصريتين، بل سعوديتان".
كما أوضح أنه "من المقرّر أن يصدر الكتاب قريباً في طبعة شعبية للجمهور، وهو يضم الخرائط والوثائق التي تؤكّد سعودية تيران وصنافير".
وأضاف "ليس هناك ما نخفيه، وليس هناك من يقبل بأية حال من الأحوال، سواء الحكومة أو المواطنين، أن يُشكّك في مصرية أحد، ووجهة النظر التي تقر بمصرية الجزيرتين يجب أن تُحتَرم لأنها تصدر من إيمان بحب الوطن، ولكن علينا أن نشرح بالمعلومات والخرائط سعوديةَ الجزيرتين".
سبق لوزارة الثقافة، أن قامت في أيار/ مايو الماضي، بطباعة وتوزيع كتاب "تيران وصنافير الحقيقة الكاملة" لـ مصطفى بكري، وقام الوزير بنفسه بالتأشير على النسخة بإمضائه، متخطّياً الروتين المعتاد، بضرورة عرض الكتاب على لجنة للقراءة والإجازة. وضم الكتاب نحو مئة وثيقة، بينما نفى وجود "وثيقة واحدة" تثبت ملكية مصر للجزيرتين.
يأتي ذلك وسط حدث عن التسريع في التخلّص من خرائط ووثائق تثبت مصرية الجزيرتين في مؤسّسات حكومية تناغماً مع سياسة النظام بالتنازل عنهما للسعودية، ومنها "دار الكتب" والقصور الرئاسية، كما أن وزارة التربية والتعليم ستبدأ في تعديل مناهج تعليمية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وقّع اتفاقية ترسيم الحدود مع الحكومة السعودية في نيسان/ أبريل الماضي، تنازل بمقتضاها عن سيادة مصر على الجزيرتين، في مقابل دعم نظامه مالياً وتوفير احتياجات البلاد من الوقود.
وأثار توقيع الاتفاقية موجة غضب عارمة ومظاهرات حاشدة تصدّى لها الأمن، وتم القبض على مئات النشطاء وتقديمهم للمحاكمة. ولاحقاً، قضت المحكمة الإدراية ببطلان الاتفاقية.
لعل الخطوة التي يطرحها وزير الثقافة محاولة لتجاوز حالة الاحتقان هذه باعتماد الثقافة وأدواتها كوسيلة لتمرير وتبرير السياسات الحكومية، حتى لو تعلّق الأمر بمسائل حسّاسة ترتبط بشكل مباشرة بالسيادة الوطنية ووحدة التراب المصري.
