هاجس روماني

هاجس روماني

09 ديسمبر 2014
زولت بودوني / هنغاريا
+ الخط -

أصوات اللغة الرومانية تبدو مزيجاً من الروسية والإيطالية. تفكّر بهذا وأنت واقف في المترو المزدحم الصامد من الزمن الشيوعي. المترو الشمولي، بالمناسبة، أقرب إلى القلب وأدفأ من مترو لندن الليبرالي، المكهرب بهستيريا الفردانية (مترو قلب الرأسمالية النابض - الميت بالأحرى). لكن برد لندن يهون على برد بوخارست في كل حال.

مزيج من عمارة سلافية وسوفييتية وتأثيرات فرنسية وحتّى عربية. تقف بجانب كنيسة من حجر داكن فتذهلك نوافذها الأندلسية. من البرد، تدخل إلى كنيسة أخرى فتجد نفسك وسط قدّاس مزدحم. 95 % من سكّان البلد أرثوذكسيو المذهب. تجد التراتيل بالرومانية أكثر انسيابية من التراتيل اليونانية السائدة في مسقط رأسك.

تقول لنفسك إنّ إقامة مهرجان أدبي في برد كانون الأول ليست بالفكرة السديدة. تتجنب السؤال عن أحوال الأدب العربي هنا لأنك تعرف خطوطها العريضة. القوم لم يتجاوزوا كثيراً طور ترجمة نجيب محفوظ.

المنطقة العربية خارج خارطتهم الأدبية تقريباً، و"الدبلوماسية العربية" تغطّ في سباتها الكلاسيكي. في حين تتحرك دبلوماسية الصهاينة كالأفعى الناعمة تنسج علاقاتها مع المؤسسة الثقافية.

هناك تواريخ مشتركة، طيّبة ورديئة، تجمعنا مع "إمارتي الدانوب" كما كان البلد يسمّى في القاموس العثماني. كالعادة هو تاريخ لا يريده أحد. لكن التواريخ الملفوظة تواصل حياتها وتتفاقم.

المساهمون