فاطمة توفيقي.. سردية للحداثة الإيرانية

فاطمة توفيقي.. سردية للحداثة الإيرانية

05 فبراير 2018
غولناز فتحي/ إيران
+ الخط -

"تاريخ ثقافي للجسد في أعمال المفكرين الإيرانيين الحداثويين 1960-1980"، هو عنوان المحاضرة التي تلقيها الأكاديمية الإيرانية فاطمة توفيقي الأستاذة في "الجامعة الدينية" في مدينة قم، عند الخامسة من مساء الأربعاء، السابع من الشهر الجاري، ضمن موسم ندوات برلين الشتوي الذي ينظّمه مركز "الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط".

لدى توفيقي افتراض تشتغل عليه، وهو أن الانعطاف الذي حدث للجسد من ناحية أنثروبولوجية وفلسفية، ساءل الطرح المهيمن حول فصل العقل- الجسد وسعى إلى تقديم منظور جديد يحلّل العالم بعدسات مادية. ومثلها مثل أي حقل آخر، فإن سرديات الحداثة وفقاً لتوفيقي، يمكن قراءتها أيضاً في ضوء خطاب الجسد. الكيفية التي يجري بها فهم الجسد، وتجربته، وصناعته، وتصنيفه، وتطبيبه، وتمريضه، وتطويره وكذلك اضطهاده، هي أمور ما زالت تحدث بل وتتطور وتؤثر وتتسبّب في تحوّلات كبرى.

هذا المنظور في رأي توفيقي هو ليس أقل من خطاب تجريبي ينبني على مصادر مختلفة على الصعيد الثقافي والسياسي والعلمي والديني.

من الأسماء التي تعود إليها الباحثة؛ محمد مجتهد شبستری (1936) ومرتضى مطهري (1919-1979) وعلي شريعتي (1933-1977) ومهدي بزركان (1907-1995) ومحمود طالقاني (1911-1979) وعبد الكريم سروش (1945) وآخرين.

من خلال منظور الجسد الذي تقرأ به توفيقي هؤلاء المفكرين تحاول أن تقدّم سردية متماسكة ومجسّدة للحداثة الإيرانية، عبر مناقشة ومساءلة واستكشاف ومقارنة ومعارضة المساهمات التي قدمها المفكرون الإسلاميون الإصلاحيون خلال العقدين 1960 وحتى 1980.فاطمة توفيقي

تناقش توفيقي صاحبة "رسائل بولس وبناء الذات الأوروبية"، تفسيرات وتأويلات هؤلاء المفكرين التي تمحورت حول الجسد وعلاقته بالتمثيلات السياسية، وطقوسه وشعائره الدينية، وعلاقاته الاجتماعية. وتذهب إلى أنه تم تأويل كل ديني بحيث يصبح جزءاً من السياسي، وجرى تقديم الحياة بأنها مستحيلة من دون هذه الشعائر والتقاليد، وأصبحت حتى تلك التصرفات الفردية التي يقوم بها الإنسان في عزلته جزءاً من العام وقد يكون لها تأثير عليه.

ترى الباحثة أن هؤلاء المفكرين قدّموا "خطة فعل" ضد الدكتاتورية الملكية آنذاك، ووعدوا أنها خطة لمستقبل يتحاشى كل العلل التي يعاني من كثير منها النظام السياسي اليوم، بحسب توفيقي.

المساهمون