قراءات 2014: مثقفون عرب يختارون كتبهم

قراءات 2014: مثقفون عرب يختارون كتبهم

31 ديسمبر 2014
باول كوجينسكي/ بولندا
+ الخط -
كتب كافكا مرة أن علينا أن نقرأ فقط تلك الكتب التي "تجرحنا أو تطعننا". نحن بحاجة إلى الكتب التي تؤثر فينا "كأنها كارثة تركت فينا حزناً عميقاً، مثل فقدان شخص نحبّه أكثر من أنفسنا، مثل أن نُنفى إلى غابة لا أثر فيها لإنسان، مثل انتحار".

في نهاية 2014، سألنا مجموعة من المثقفين "القرّاء" حول أفضل ما صدر، أو أهم الكتب التي قرؤوها وأثّرت بهم.

بالطبع، اختلفت الإجابات، لكن كان هناك رابط خفي يجمعها، وهو الميل للكتب المترجمة والقديمة. يعيش المثقفون، اليوم، على كتب الستينيات، وحتى مطلع الثمانينيات. بعد ذلك، يبدو وكأن كل جديد صدر، سقط من الذاكرة، ولم يبق له أثر، وكأن العقدين الأخيرين خاليان من الكتب المؤثرة.

المترجم السوري ثائر ديب يعتبر أن أفضل ما قرأ "أعمال فرانسوا رابليه والثقافة الشعبية في العصر الوسيط وإبان عصر النهضة". كتاب باختين هذا صدر عن "دار الجمل" بترجمة شكير نصر الدين. ويضيف ديب أن واحداً من أهم الإصدارات التي تروي الكثير عن تاريخ منطقتنا السياسي والاجتماعي وتساعد على فهم أعمق له، هو كتاب "فلاحو سورية" لحنا بطاطو والذي ترجمه عبد الله فاضل ورائد النقشبندي وصدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".

أمّا الشاعر الفلسطيني زهير أبو شايب فيؤكد أن "عصور نهضة أخرى" من أفضل كتب العام 2014، وقد صدر عن سلسلة "عالم المعرفة" بتحرير بريندا دين شيلدجين وترجمة علاء الدين محمود.

المترجم والشاعر أحمد شافعي، يقول إن هناك أربعة عناوين مهّمة صدرت في نظره، وهي "تقرير عن نفسي" لجريجوار بوييه بترجمة ياسر عبد للطيف، والذي صدر عن دار "الكتب خان". وكذلك "ليل تشيلي" لروبرتو بولانيو بترجمة عبد السلام باشا ونشرته دار "تنوير"، و"فتجنشتين"، الكتاب الذي أصدره "المركز القومي للترجمة"، وهو من تأليف هانس سلوجا، وترجمة صلاح إسماعيل. ويضيف شافعي أن "أعمال حلمي سالم الكاملة" التي صدرت عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة" هي من أهم ما قدمته "الهيئة" للمكتبة العربية في 2014.

أما الشاعر السعودي محمد الحرز فاعتبر أن "الأصول السياسية للحرية الدينية" للمؤلف أنطوني جيل والصادر عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" هو أحد أهم الإصدارات التي لا بدّ من قراءتها للمهتمين بهذا المجال. ويضيف أن رواية إيزابيل الليندي "دفتر مايا" هي أيضاً من أجمل ما ترجم صالح علماني وصدرت عن "دال للنشر والتوزيع".

الكاتبة والباحثة عزة بيضون تقول إن قراءتها تركزت هذه السنة على الروايات. وتصف رواية ربيع جابر "بيروت مدينة العالم" بأنها "ساحرة" ومن أجمل ما قرأت في 2014.

ويرى الشاعر الليبي عاشور الطويبي أن "هذه ليست نهاية الكتاب" لأمبرتو إيكو، هو كتابه المفضل في العام 2014، ويضيف أن أهم كتاب شعري صدر في عام 2014 هو "كشتبان" للشاعر الفلسطيني زكريا محمد.

وبالنسبة للشاعر والمترجم السوري جولان حاجي فإن "أعمال أمين نخلة الكاملة" التي نشرتها دار "صادر" في بيروت هي أفضل إصدارات 2014. ومن الكتب الإنجليزية التي انتقاها "مجلد ترجمات جون آشبري من الشعر الفرنسي" الذي صدر عن دار "كاركانيت" في لندن.

من جهته، قلّما يقرأ الشاعر السوداني عصام عيسى رجب بالعربية، وهذا هو حاله منذ سنوات. لذلك فإن أفضل ما قرأ في 2014 هو "الحياة والمصير" للكاتب الروسي فاسيلي غروسمان في ترجمته الإنجليزية التي وضعها الشاعر والمترجم البريطاني روبرت شاندلر.

أمّا "الأعمال الكاملة لأنسي الحاج" والتي صدرت عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة" في مصر، فهي الكتاب المفضّل هذا العام لدى الصحافي والكاتب اليمني جمال جبران. ومن الكتب الأجنبية يعتقد أن رواية كونديرا "حفلة التفاهة" (ترجمة معن عاقل، المركز الثقافي العربي) هي أجمل ما صدر في 2014.

الروائي المصري محمد عبد النبي يعتبر أن "قصص أليس مونرو" بترجمة أحمد شافعي والصادرة عن دار "الكتب خان" هي أبزر كتاب صدر هذا العام.

أمّا الناقد المصري محمد سمير عبد السلام فاعتبر أن هناك كتباً كثيرة هامة في 2014، معظمها بالإنجليزية، ولكن أبرزها "الإمبراطور المعالج: أو نقد النظرية النقدية"، وهو من تأليف إيهاب حسن وآخرين، ومن إصدارات "جامعة ألاباما".

ويضيف عبد السلام إلى قائمته المفضلة الجزء الثاني من أعمال رفعت سلّام الشعرية والصادر عن "الهيئة العامة للكتاب" في مصر، وكذلك الجزء الأول من "روح الشرائع" لمونتسكيو، والذي أصدرته "المنظمة العربية للترجمة" في لبنان بترجمة عادل زعيتر وأنطوان لويس قازان.

دلالات

المساهمون