"بين ذاكرتين": تجربتان في نسيج واحد

"بين ذاكرتين": تجربتان في نسيج واحد

09 مارس 2019
مقطع من أحد أعمال رياض نعمة
+ الخط -

تحت عنوان "بين ذاكرتين"، أطلق المعرض المشترك الذي يجمع الفنانة اللبنانية ميراي مرهج، والفنان العراقي رياض نعمة ويتواصل حتى 28 من الشهر الجاري في "غاليري المشرق" في عمّان.

المعرض يسلّط الضوء على حالتين فنيتين متفردتين، تعكس كل منهما ثقافة وذاكرة فنية مختلفة. ذاكرتين جمع بينهما الفن تحت سقف واحد، ليتلاحم كل منهما مع الآخر مكوّناً نسيجاً بصرياً جمالياً منقطع النظير.

تقدم مرهج فن البوب بتقنيات وموضوعات مأخوذة من الثقافة الجماهيرية الشعبية مثل الكتب الهزلية، والإعلانات مقدمة شكلاً من الكولاج أيضاً، يستعيد صوراً من الرسوم المتحركة القديمة والصور والرسومات.ميراي مرهج

درست مرهج التصميم الغرافيكي والفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، وحصلت على درجة الماجستير متخصصة في اللوحة الزخرفية. 

بشكل عام تعبر في لوحاتها المرسومة بالأكريليك عن حنينها إلى الماضي باستخدام صور من المجلات والصحف وكذلك الصور الفوتوغرافية التي التقطتها الفنانة بنفسها.

أما الفنان العراقي رياض نعمة، فيترجم لقطات من الحياة اليومية وصراعاتها إلى أعمال فنية، فنجد العامل بطلاً في لوحة نعمة الحرة الأسلوب والقوية في ألوانها القليلة، فهو فنان لا يتشعب في تنويعات ألوانه ولا يغرق المتلقي بها.

يحافظ نعمة على مبدأ التقشف في العناصر والتفاصيل متيحاً للموضوع/ الإنسان أن يهيمن على اللوحة حتى في شقائه اليومي والعادي. مازال نعمة منذ خروجه من العراق إلى دمشق فلبنان، يتمسك بالمزاجة اللونية التي يسيطر عليها الرمادي بتدرجاته، في إحدى الأعمال رجل يبدو عاملاً يحمل دلوين كل واحد في يد، يبدو جسده مقسوم بخط إلى نصفين، يمشي بصدره العاري مطأطئ الرأس وشارد، بينما الجزء الأسفل منه غارق في حركة المدينة الغارقة في العمل.

المساهمون