"المدينة للثقافة والفنون": الذاكرة في مواجهة الطمس

"المدينة للثقافة والفنون": الذاكرة في مواجهة الطمس

03 نوفمبر 2019
(افتتاح المعرض العربي الثاني، القدس عام 1934، المتحف الفلسطيني)
+ الخط -

بعد مضي أقل من خمسة أشهر على تنظيمها النسخة الأولى من معرض الكتاب، تختتم "جمعية الثقافة العربية" في حيفا اليوم فعاليات الدورة التأسيسية من "مهرجان المدينة للثقافة والفنون" التي انطلقت أول أمس؛ تظاهرتان تعكسان التأكيد على الجذور الفلسطينية العربية لحواضر فلسطين المحتلة عام 1948.

يقول الكاتب الزميل أنطوان شلحت في مقال نشرته "العربي الجديد" إن المهرجان يتطلع إلى "تأطير محاولات عديدة تواترت في آخر عقدين في حيفا تحديداً، وتمثلت غايتها في استعادة المدينة الفلسطينيّة المفقودة، أو إعادة تشكيلها وبناء حيّز وفضاء ثقافي مدني فلسطيني فيها، بغية الاستدلال على ما في الوسع التعويل عليه للرهان على المدينة بفضائها الأوسع الذي يتجاوز الجغرافيا، محلياً وعربياً وعالمياً".

"بين الماضي والحاضر: المتحف الفلسطيني والأرشيف الرقمي" عنوان الندوة التي تعقد عند الخامسة من مساء اليوم الأحد في مقرّ الجمعية، بمشاركة الباحثة عادلة العايدي هنية، مديرة المتحف الفلسطيني، ومجد صيداوي الباحث في مشروع الأرشيف الرقمي في المتحف.

يتناول المتحدثان تفاصيل الأرشيف المفتوح للجمهور، ويضم صوراً فوتوغرافية، وأرشيفات ورقية مختلفة، ووثائق تاريخية، وكتب، وأفلام، وتسجيلات صوتية، ومواد أخرى مهددة بالضياع أو التلف أو المصادرة، توثق تاريخ المجتمع الفلسطيني منذ بدايات القرن التاسع عشر وحتى عام 2005.

ونجح المتحف بحفظ وأرشفة حوالي 70 ألف وثيقة، تنقسم إلى مجموعات شخصية لأفراد وعائلات فلسطينية تعود إلى يوسف القطب، وسمعان داوود، وراجح السلفيتي، وإيميل عشراوي، وعارف العارف، وبيان نويهض الحوت، وعلي قزق، ونهاية محمد، وماهرة الدجاني، ومجموعات لمؤسسات مثل مجموعات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وبلدية طولكرم، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ودار الأيتام الإسلامية في القدس، وسرية رام الله، وغيرها.

كما يشهد اليوم ندوة بعنوان "الحراك الشبابي السياسي في المدينة"، إلى جانب محاضرة "الحيّز الثقافي المبتور: التخطيط الثقافي العربي في حيفا" يلقيها الباحث ومخطط المدن عروة سويطات الذي سيتطرق إلى الخطاب التخطيطي السائد والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وسياسات الهدم المستمرة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، والدمج بين النضال والعمل المهني والتخطيطي المنهجي من أجل إفشال هذه المخططات.

عند السابعة مساء، يُقدّم مختبر أدائي لعروض حركية ومسرحية بمشاركة الفنانين: سماء واكيم، وفادي زمرد، وفداء زيدان، وأيمن صفية، وإباء منذر، ويعقبه عرض فيلم "إن شئت كما في السماء" (2019) للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، الذي يحاكي جانباً من سيرته الشخصية بعد خروجه من فلسطين باحثاً عن مكان ووطن جديد له، ليكتشف أن فلسطين دائماً في داخله وفي أفكاره.

يُذكر أن المهرجان الذي تواصل على مدار ثلاثة أيام، اشتمل على عروض موسيقية ومسرحية وسينمائية ومحاضرات وورشات، بهدف توحيد المناطق الجغرافية الفلسطينيّة متجاوزاً الحدود والتقسيمات، ويُقدّم مضامين مختلفة: المجتمع المدني المحلي والإقليمي العربي، ومواجهة محاولات فصل العلاقة بين الهوية الفلسطينيّة والعربيّة، وموضوع الهويّة في سياق الاحتلال والاستعمار، والعولمة.

المساهمون