في الفجر أيضاً

في الفجر أيضاً

20 يناير 2018
إل غاتو غوميز/ الولايات المتحدة
+ الخط -

تحتاج الكتابة إلى صفاء، ليس في متناول اليد غالباً.

زمان، كنا نتوسل الصفاء بـالعزلة وقراءة الكتب. اليوم، حتى لو اعتزلت في غرفتك، لن تظفر به، إلا لماماً. لماذا؟ لأنك ما إن تنعزل وتفتح على الشبكة، حتى يفسد الموضوع بالمرة.

والمصيبة أنك تفعل ذلك في طفل الوقت: الفجر!

أتذكر نيتشه حين كتب مرة أن الاستماع إلى الموسيقى في الفجر جريمة يقترفها الكاتب بحق نفسه. فماذا لو جاء زماننا ورآنا لا نستمع إلى موسيقى محترمة، بل نقرأ منصات سياسية تتكالب على بلاد منكوبة، في الفجر أيضاً؟

الحق، أنني أخجل من نفسي وأستسخفها، كلما تذكرت مقولة صاحب الشنب الرفيع، لكنني لا أستطيع الفكاك من متابعة أخبار البلاد، وهي تحترق من الجانبين.

غير أنني أعود فأواسي نفسي، أننا نعيش في عصر سياسي بامتياز.

وأنه ليس من العدل أن يدير الضحية ظهره لبلده، إذا فصلت بينهما بحور وقارات.

سأظل أستيقظ في الفجر وأتابع الأخبار، حتى لو فسد الصفاء، فلم يَعُد بالمستطاع كتابة شيء عليه القيمة.

فما قيمة "القيمة" وبلادك صارت من محيطها إلى خليجها ـ وبالعكس ـ بلا قيمة؟

مدحورة يا قلبي، تتناهشها ذئاب البراري، فلا تظفر برحمة حتى من بعض أبنائها؟

المساهمون