روح الآلة وصانعها

روح الآلة وصانعها

12 ابريل 2015
تفصيلة من عود الصانع زاهر خليفة
+ الخط -

مثل النغم تماماً، حيث يترك الملحّن شيئاً من روحه في المقطوعة التي يكتبها، يفعل ذلك صانع الآلة الموسيقية في القطعة الخشبية التي بين يديه، فيحوّلها إلى أداة تعبير لها قيمتها المضافة بين يدي العازف. من هنا، يمكن اعتبار هذه الصنعة فناً، لا يمكن فصلها عن مجمل فن الموسيقى.

انعكس على الآلة الموسيقية ما طرأ على العالم في أزمنة الحداثة، وتحوّلت أدوات العزف إلى صناعة يشرف عليها "صناعيّون" ورجال أعمال يفكّرون في أرباح بأبعاد جماهيرية. تهمّشَ دور صانع الآلات الموسيقية. نظر بعضهم إليه باستنقاص، كنظرتهم إلى العمل اليدوي عموماً.

غير أن "العازف المتقدّم" أنقذ صانع الآلات الموسيقية. فمن يرتقي إلى هذا التصنيف، لم يعد يرضى بآلة تتكرّر في آلاف النسخ. لقد بحث هؤلاء في ما يميزهم عن البقية، ولو كان شكلياً؛ ففرضوا بقاء الصناعة اليدوية للآلات لتقدِّم لهم آلات خاصة بهم. آلة موسيقية تجعلهم مثل أي موسيقي عظيم في أي عصر. آلة لم تشهد لمسات إنتاج الكثرة، ولم تُحقن بـ "علم التسويق" كي يتهافت عليها المشترون.

في الورشة، في عالمها المُضيّق، تظل صنعة الآلات الموسيقية كما كانت دائماً؛ حرفة محاطة بأسرارها المكتومة، يحكمها "سر المهنة" الذي لا يُمنح إلا بشروط وطقوس. ثمة حديث هامس في هذا المكان: الآلات الموسيقية ذات روح.

دلالات

المساهمون