أوبري بيردزلي.. معرض افتراضي لـ"فرانكشتاين الفن الحديث"

أوبري بيردزلي.. معرض افتراضي لـ"فرانكشتاين الفن الحديث"

22 ابريل 2020
(من المعرض)
+ الخط -

ضمن سلسلة من المعارض الافتراضية ينظمها "تيت للفن الحديث" في لندن، أطلق المتحف على قناته في يوتيوب معرضاً افتراضياً للفنان الإنكليزي أوبري بيردزلي (1872 - 1898) مع تسجيل فيديو يناقش أعماله التي تعد من أبرز أعمال "الآرت نوفو" والتي دام تأثيرها على فنون الرسوم التصويرية حتى اليوم، باعتباره بات مرجعاً بصرياً في مجال الغرائبي والمخيف والإيروتيكي كذلك.

يمكن وصف بيردزلي بأنه فرانكنشتاين الفن الحديث، بدأ صغيراً وكان أشبه بمعجزة فنية تأكدت بموته صغيراً في عمر السابعة والعشرين، وأعطاه رحيله المبكر ذكرى أيقونية شبّهته بشهاب مر سريعاً واختفى تاركاً خطاً من الضوء.

جمع بيردزلي بين تأثيرات ومراجع متباينة الاتجاهات بهدف صياغة شيء ما يخصه وحده، رسومات لشخصيات خطرة وبشعة وجميلة مع سيولة وتدفق غريب في الخطوط والحركة، مستنداً إلى الفنون اليابانية والرافائيليات والمخيلة الباروكية الغروتسيكية.

معظم رسوماته بالأسود والأبيض والقليل منها يلجأ إلى خلفيات حمراء دامية وبعض التفاصيل باللون الوردي في بعضها الآخر، يستخدم الحبر والقلم ويصور عالماً فانتازياً يمزج فيه الرعب بالغرابة والحب والرغبة على طريقة الرسومات الإيروتيكية الشهيرة لهوكو ساي ولكن بأقل صراحة منها لتنسجم مع المزاج الغربي.

كان بيردزلي قد أصيب بالسل وهو في السابعة، ومن سنة إلى سنة كانت صحته العليلة تشي بأنه لن يعيش طويلاً، وربما وقفت هذه المسألة خلف استهتاره بالفن القائم وتلقائيته ووقاحته وخفته، فهو شاب يعرف أنه سيموت مبكراً، وكان يحاول أن يترك أثراً لا يُمحى حتى أن سنوات فنه صارت تلقب بـ "سنوات برديزلي".

تميزت لوحاته الحديثة جداً والثورية جداً بأن فيها رائحة تاريخية، حيث يشعر الناظر إليها أنها قديمة تنتمي إلى عصر آخر، حيث عمل في المقام الأول مع الحبر واستفاد من التناقضات بين الحبر واللون في إنشاء صور غريبة ومحفزة ومشوهة من الواقع بشكل لافت للنظر.

المساهمون