أزمة ثقافة لا أمن

أزمة ثقافة لا أمن

12 يوليو 2015
+ الخط -

ربما استغربت وزيرة الثقافة التونسية، لطيفة لخضر، من الحضور الجماهيري الضعيف أثناء افتتاح "مهرجان الحمامات الدولي" ليلة أمس، فأطلقت دعوة للتونسيين بـ "الخروج من منازلهم وحضور المهرجانات الصيفية"، مؤكدة على أن "مسارح تونس محمية ومؤمنة".

بداية، ما معنى التأكيد على أن مسارح تونس محمية ومؤمنة، أليس الأمر بديهياً؟ ثم ألم تكن الشواطئ مؤمنة ووقع فيها ما وقع كما في مجزرة سوسة؟ وقبل ذلك، ألم تقع مجزرة أخرى في متحف باردو، وهو تحت إشراف الوزارة؟

إن حديث لخضر لا يمت بصلة للدعوة التي تطلقها بحضور المهرجانات. إنه فقط حديث منسجم مع خطاب حكومي يعيش "حالة طوارئ" ويوقع كل كلام بالتطرّق إلى "الخطر الإرهابي". ومن هذا المنطلق، فإن دعوة الوزيرة تقلق التونسيين أكثر مما تطمئنهم.

كان من الأفضل أن تكون دعوة التونسيين إلى المسارح ببرمجة ثرية وراقية، ووقتها سيأتون إلى المسارح ولو لم تكن محمية ومؤمنة، كما ذهبوا إلى الشواطئ بعد يوم من جريمة سوسة وكأن شيئاً لم يكن.

كان على الوزيرة أن تُرجع غياب الجمهور إلى سبب ضمن مسؤولياتها (الثقافية)، وأن تتساءل ماذا في مسارح تونس ومهرجاناتها الصيفية ما يجلب التونسيين إليها؟ لعل الإجابة نجدها في خيبة الأمل التي تلقاها التونسيون حين رأوا برمجة مهرجاني قرطاج والحمامات لهذا العام، وهما واجهة بقية المهرجانات.

دعوة وزيرة الثقافة تتضمن غياب الثقافة في رؤية الدولة التونسية. وهكذا، بعد ثقافة على مزاج السياسة، وثقافة في خدمة السياحة، ها أننا حيال ثقافة تسير على نغمة "الإرهاب".

المساهمون