لعبة الاختناق يمارسها الأطفال ولا يعون مخاطرها

لعبة الاختناق يمارسها الأطفال ولا يعون مخاطرها

05 ديسمبر 2015
لعبة خطرة منتشرة بين الأطفال (GETTY)
+ الخط -
من الألعاب التي يمارسها الأطفال في ما بينهم، هي لعبة الاختناق. وقد يكون بعض الآباء والأمهات قد لاحظوا أن أبناءهم يتباهون وهم يحبسون أنفاسهم إلى حدود اقترابهم من الاختناق. وهذه اللعبة على الرغم من أنها طوعية، يقوم بها الطفل أو المراهق بمفرده أو يطلب من أحد أصدقائه أن يلف حول عنقه ربطة عنق أو وشاح ويشد عليه ليقيس قدرته على الاحتمال من دون تنفس، إلا أن عواقبها قد تكون وخيمة.

ففي دراسة فرنسية أجريت في 25 مدرسة على 1013 تلميذاً في صفوف المرحلة الابتدائية في منطقة تولوز، ونشرتها صحيفة " Le Parisien"  تبيّن أن نسبة ممارسة لعبة حبس التنفس التي يمارسها الأطفال في ملاعب المدارس، مرتفعة أكثر مما كان متوقعاً.

وأعلنت الجمعية الفرنسية لطب الأطفال أن 4 أطفال من 10 ممن مارسوا هذه اللعبة وصلوا إلى حد فقدان الوعي. كما بينت نتيجة الدراسة أن 71 في المائة من أطفال المدارس جربوا لعبة الاختناق أو الخنق الخطرة مرة واحدة على الأقل، وإن 40 في المائة منهم اعترفوا بأنهم يمارسون هذه اللعبة. كما أن ثلث الأطفال المستجوبين أشاروا إلى أنهم بدأوا بهذه اللعبة منذ صفوف الروضات.

اقرأ أيضاً: حظر لعبة إلكترونية عنيفة تسبب الإدمان

إنها المرة الأولى التي تظهر النسب المقلقة والأعداد غير القليلة للأطفال، الذين ينخرطون بلعبة حبس النفَس أو الاختناق في دراسة علمية، خصوصاً أن تلك اللعبة قد ينجم عنها أضرار بالغة تصيب الطفل الذي يلعبها، بدءاً من الإغماء مروراً بآثار بدنية وعقلية وصولاً إلى الموت.

الدكتور برتراند شوفالييه، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى أمبرواز باري قال: "أرجح أن تكون هذه اللعبة من أكثر الألعاب الخطرة شيوعاً بين الأطفال، وأكثر بكثير مما كان يعتقد في السابق، خصوصاً أن دراسة أخرى أجريت في شمال فرنسا وأعطت نتائج مماثلة، ومن الواضح أن الأطفال يلعبونها في أعمار مبكرة جداً".

يطلق على لعبة كتم النفس حتى يدنو لاعبها من الاختناق أسماء عدة، "يمارسها الأطفال الصغار في المدارس غالباً، من دون أن يدركوا أخطارها، في حين أن المراهقين يلعبونها لاختبار أحاسيس جديدة، من أجل المتعة والمغامرة ولكي يقلدوا الآخرين. أما الشباب الأكبر سناً فهم لا يأخذون على أنفسهم أخطاراً من هذا النوع" هذا ما يقوله الباحث إيمانويل غودو كبير المسؤولين الطبيين في جامعة تولوز الذي شارك مع أربعة آخرين من الباحثين في كتابة الدراسة.

ولفت غودو إلى أهمية توعية تلامذة المدارس من الخطر الذي يتهددهم جراء هذه اللعبة" لأنهم يقتربون من الموت من دون أن يدركوا ذلك".

اقرأ أيضاً: الألعاب والدمى الصينية تهدد أطفال ألمانيا

وأشار إلى أن وزارة التربية تأخذ الموضوع على محمل الجد، وقد نشرت دليلاً عن هذه اللعبة وما يترتب عنها من مشاكل على الصحة وتهديد في بعض الأحيان بالموت.

تقول فرانسوا كوشيه التي ترأس جمعية آباء وأمهات الأطفال المصابين بالاختناق أو الخنق APEAS في فرنسا، والتي مات ابنها بعمر 13 عاماً بسبب هذه اللعبة، تقول:" لم تفاجئني نتيجة الدراسة، رغم شيوع هذه اللعبة الخطرة إلا أن الحديث عنها قليل، ولكن للأسف من الشواهد والأدلة التي جمعناها، تظهر أنها تمارس بكثرة".

وتضيف " هذه اللعبة تسبب إبطاء في عمل القلب بشكل غير طبيعي، ويتضرر الدماغ نتيجة نقص الأوكسجين وارتفاع معدل ثاني أكسيد الكربون. وقد يصاب بعض الأطفال بإعاقات نتيجتها، أو بأزمة قلبية أن بضرر في الدماغ عندما يصابون بالإغماء".

وترى أنه من غير المجدي أن نقول لأطفالنا توقفوا عن ممارسة هذه اللعبة لأنها خطرة، من الجيد أن نشرح لهم في المدارس وخارجها عن عواقب نقص الأوكسجين على جسم الإنسان، الوقاية هي المفتاح، وعلى الدولة أن تعطي اهتماماً أكبر بهذه القضية".

اقرأ أيضاً: الألعاب قد تقتل أطفال مصر

دلالات

المساهمون