جدل حول "نفخ النقط" بالمدارس الخاصة في المغرب

جدل حول "نفخ النقط" بالمدارس الخاصة في المغرب

11 أكتوبر 2017
فارق واضح بين نقاط المراقبة والامتحان الوطني(عبد الحق سينا/Getty)
+ الخط -
أقدمت وزارة التربية الوطنية بالمغرب على نشر قائمة على موقعها الإلكتروني الرسمي، تضم 32 مؤسسة تعليمية خاصة تعمدت منح نقط (درجات) غير مستحقة في الموسم الدراسي الماضي، وفق نتائج تحريات قامت بها الوزارة المعنية.

وتوصلت الوزارة إلى نتيجة تورط هذه المؤسسات في ما يسمى "نفخ نقط الامتحانات" بعد تعميق البحث وتحليل نتائج امتحانات البكالوريا بهذه المؤسسات التعليمية، حيث تم تسجيل فروقات في متوسط النقط المحصل عليها من طرف التلاميذ بين امتحانات "المراقبة المستمرة" والامتحانات الوطنية.

الوزارة قالت في بيان سابق لها، إنّ مثل هذه الممارسات تمس بتكافؤ الفرص بين التلاميذ، وبمبدأ الاستحقاق في النجاح الدراسي، متوعدة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية في حق كل مؤسسة تعليمية سيثبت في حقها تجاوزات من هذا القبيل.

أستاذ في التعليم الخاص، فضل عدم الكشف عن هويته، قال في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن نفخ نقط التلاميذ أمر تعمد إليه بعض المؤسسات التعليمية من أجل تكثيف نسبة النجاح لديها، وبالتالي إظهار المدرسة بصورة المؤسسة التي تفرز تلاميذ ناجحين ومتفوقين أكثر من غيرها من المؤسسات الأخرى.

وتابع بأنه بالمقابل لا يمكن تعميم ظاهرة نفخ نقط ومعدلات الامتحانات على جميع مؤسسات التعليم الخصوصي، موردا أن النفخ في النقط قد يكون عبر الرفع من النقطة بتدخل مباشر من طرف الأستاذ بإيعاز من الإدارة، أو أحيانا من خلال التغاضي عن الأخطاء في ورقة التلميذ، وبالتالي منحه نقطا قد لا يستحقها.

من جهته يقول رشيد شاكري، مفتش تربوي بالمديرية الإقليمية بفاس، لـ "العربي الجديد" إن منح النقط لبعض التلاميذ دون استحقاق، يعد ضربا صارخا للقيم التي أنشئت من أجلها المؤسسة التعليمية، وعلى رأسها المساواة وتكافؤ الفرص بين المتعلمين والمتعلمات.

واعتبر شاكري أن هذا السلوك يعد إنجاحا تعسفيا في حق غير المستحقين، مصيره الفشل عاجلا أم آجلا"، مردفا أن هذا السلوك المرفوض تربويا وقانونيا هو نتاج لغياب الضمير المهني لدى مديري ومدرسي بعض المؤسسات الخصوصية.

وزاد الخبير التربوي بأن "ما يثير الاستياء أكثر من عملية النفخ في النقط، هو تواطؤ بعض الآباء والأمهات مع إدارة المؤسسة، لتعطي القدوة السيئة للأبناء وتكرس مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" وإن كانت غير قانونية.

واستطرد المتحدث بأن "هذه الظواهر السلبية التي بدأت تغزو عددا من المدارس المغربية، تسائلنا عن أدوار المؤسسة التعليمية باعتبارها مؤسسة حاضنة للقيم ومرآة مجددة للمجتمع، وعن نظام التقويم والامتحانات الذي يتيح الفرصة للغش بمظاهره المختلفة".

وأكمل شاكري بأن مثل هذه التصرفات تضعف دمقرطة ولوج التلاميذ الحاصلين على شهادة البكالوريا للمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود، فضلا عن البعد الرقابي والزجري للسلوكات التي تفقد الفعل التربوي قدسيته، وتحرفه عن رسالته النبيلة.

وخلص المفتش إلى أن إثارة هذا الموضوع تحيل على إشكالية أكبر تتجلى في وظيفة مؤسسات التعليم الخصوصي بالمغرب، التي قد تنحرف من مؤسسات تعليمية لتنويع العرض التربوي إلى مقاولات للمتاجرة بكل شيء، من أجل الربح المشروع وغير المشروع".

 

المساهمون