حالة طلاق في مصر كل ست دقائق

حالة طلاق في مصر كل ست دقائق

29 ابريل 2016
ثلاثة ملايين مطلقة (الأناضول)
+ الخط -
تطابقت معطيات رسمية مصرية وأممية بارتفاع نسبة الطلاق في مصر خلال السنوات الأخيرة إلى 40 في المائة، ما جعلها تسجل أعلى نسبة في العالم، لا سيما بعدما وصل عدد المطلقات فيها لأكثر من ثلاثة ملايين؛ إذ تسجل المحاكم المصرية حالة كل ست دقائق.

وأثارت المعطيات الصادرة عن الأمم المتحدة، ومركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، مخاوف المصريين على مستقبل أولادهم بعد الزواج، والخشية كذلك من حدوث كارثة اجتماعية.

وأرجعت الأمم المتحدة في تقريرها أسباب الطلاق إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية، فضلاً عن نقص الوعي أو إدمان المخدرات، عدا عن انتشار المواقع الإباحية على الإنترنت، ما أوجد تزايداً في نسب الطلاق، وبالأخص الناتجة عن قانون الخلع.

وأعلنت محاكم الأسرة عن تسجيل 240 حالة طلاق يومياً، بمعدل حالة طلاق كل ست دقائق، بينما بلغ إجمالي عدد حالات الخلع والطلاق عام 2015، نحو ربع مليون حالة، بزيادة عن عام 2014 بـ89 ألفاً، كما شهد عام 2014 تردد نحو مليون حالة على محاكم الأسرة.

وأسباب الانفصال كما جاءت على لسان كل من الأزواج والزوجات داخل محاكم الأسرة ترجع لـ:"عدم الإنفاق – سوء الحياة الجنسية – ختان الزوجات – الإساءة الجسدية – الخيانة الزوجية – صغر السن – الحموات – الخلافات الدينية والسياسية – عدم الإنجاب".

وترى أستاذة الاجتماع في جامعة عين شمس، الدكتورة سامية الساعاتي، أن ارتفاع نسبة الطلاق في مصر إلى مرحلة عالمية أفزع الجميع، بمن في ذلك الأسر المصرية وخوفهم على مستقبل أولادهم، خاصة في ظل تكلفة الزواج الباهظة في مصر، والتي تتطلب تأسيس شقة وتأثيثها في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها الكثير من الأسر المصرية.

وأشارت الدكتورة سامية، إلى أن أسباب ارتفاع الطلاق في مصر كثيرة ومن أبرزها الأوضاع الاقتصادية، وقلة فرص العمل المتاحة أمام الشباب، أو الطرد من العمل بسبب توقف نشاط بعض المنشآت، وبالتالي خلقت تلك الظروف العديد من المشاكل داخل الأسر الجديدة.

وقالت: "الكثير من حالات الطلاق تتم في السنوات الأولى من الزواج، وهو ما يدل على انهيار أسري في مصر"، حيث تصل نسبة الطلاق في العام الأول إلى 34 في المائة، بينما تقل النسبة في العام الثاني إلى 21.5 في المائة، مضيفة أن أعلى نسبة طلاق في الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة، حيث تصدرت القاهرة المشهد في نسبة الطلاق والخلع بمحاكم الأسرة، ويليها في الترتيب الجيزة.

وأوضحت سامية أن الرجال يشكلون نحو 60 في المائة من روّاد محاكم الأسرة بسبب الطلاق والخلع، وأن نحو 40 في المائة من السيدات يرفضن الاقتران برجل مر بتجربة الوقوف أمام محاكم الأسرة.

وقد ألقت باللوم على الأهل لتدخلهم في العلاقة الزوجية، مما يؤدي إلى تفاقم الخلافات، خاصة التدخل الذي به شيء من الحدّة بسبب التعاطف مع شخص دون الآخر، وغياب التفاهم بين الزوجين، وعدم وجود حوار بين المتزوجين، ما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات.

وترى الدكتورة سامية أن الكثير من العلاقات الزوجية تنتهي بالفشل بسبب الخوف من العنوسة سواء للرجل أو المرأة من خلال أي ارتباط دون دراسة، ما يؤدي إلى الانهيار السريع داخل الأسرة.

 

دلالات