فيرجسون الأمريكية.. ما بين الاحتجاجات والمطالب؟

فيرجسون الأمريكية.. ما بين الاحتجاجات والمطالب؟

25 اغسطس 2014
جانب من الصدامات في فيرجسون- الأناضول\ Getty
+ الخط -
قال الكاتب الأميركي هيث براون في مقال له، نشرته هافنجتون بوست، إنّ الاحتجاجات ليست من طبيعة الأميركيين. ولا يكمن الأمر في عدم وجود مطالب لديهم، بل في التعاطي الرسمي والشعبي مع المسألة.
ويذكر الكاتب أنّ تكتيكات الشرطة الأميركية، التي أعقبت مقتل الشاب الأسود مايكل براون، في مدينة فيرجسون، شكلت نقطة الانتقاد الأساسية بالنسبة لكثيرين. فالشرطة لجأت للقسوة، وطبقت أسلوباً عسكرياً، في مقاربة الوضع. وهو أسلوب لم يكن ملائما مع الظرف.
لكنّه يستدرك أنّ النقد يجب أن يتوجه إلى ما هو أعمق من ذلك، في اتجاه سوء فهم الشرطة والمسؤولين للاحتجاجات، فقد بدوا غير قادرين على التمييز بين العدد الكبير للمحتجين والعدد الصغير للصوص.
يشير الكاتب إلى أنّ قلة من الأميركيين، ترى حاجة لرفع مطالبها، قبل وقوع الأزمة. وفي الوقت نفسه، يميل الموقف الأميركي إلى شيطنة جماعات الضغط. وبنتيجة لذلك فإنّ المسؤولين الرسميين أظهروا القليل من التعاطف مع المحتجين، واستعداداً أقل، للإصغاء إلى الناشطين.
ويتطرق إلى نقطة رئيسية أخرى، خاصة بعدم القابلية على الاحتجاج، في المجتمع الأميركي.. وهو النقص الحاصل في المناهج الدراسية، تجاه الموضوع. فبينما هنالك القليل من الدروس الخاصة بالأنشطة العامة، والدفاع عن القضايا، وجماعات الضغط، في منهج العلوم السياسية التقليدي، فإنّ القليل من الطلاب يتخرجون بفهم كافٍ، لما يعنيه أن يكون الشخص ناشطاً ديمقراطياً، أو أيّ مهارات سيحتاجها، من أجل المدافعة عن قضية.
مثل هذا النقص، يحاول الاجتماع السنوي للمنظمة الأميركية للعلوم السياسية، تداركه، بحسب الكاتب. فاللقاء المقبل سيعقد في 28 أغسطس/ آب الجاري. وسيناقش الأكاديميون والناشطون فيه، جودة المنهج الدراسي حول الدفاع في القضايا، والمهارات الإضافية المطلوبة مستقبلاً، وكذلك المصادر المطلوبة لتعليم هذه المهارات.
ويختم الكاتب بالقول إنّ ما حصل في فيرجسون، قد يحصل في مدن أخرى في الولايات المتحدة، لديها النمط نفسه، من دوائر الدولة التي تغض الطرف تماماً عن المطالب الشعبية. دوائر ستصبح أكثر تجاوباً، إذا تمكن الجمهور من المشاركة أكثر في الشأن العام.