"الاعتكاف".. المواجهة السنوية بين "العدل والإحسان" وحكومة المغرب

"الاعتكاف".. المواجهة السنوية بين "العدل والإحسان" وحكومة المغرب

10 يوليو 2015
الأمن أخرج المعتكفين من المساجد بالقوّة (العربي الجديد)
+ الخط -

منعت السلطات الأمنية المغربية اعتكاف العديد من أعضاء جماعة "العدل والإحسان"، أقوى التنظيمات الإسلامية بالبلاد، في المساجد بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، فقد تم إخراج المعتكفين في أكثر من 15 مسجداً في العديد من مدن المغرب.

وأعلنت "الجماعة"، والتي ترفض منذ بدايتها المشاركة في العملية السياسية بالمغرب، ومنها الانتخابات المختلفة، أن قوات الأمن منعت بالقوة عدداً من المعتكفين في مساجد عدة خاصة بالمنطقة الشرقية، مثل مدن وجدة وبركان وجرادة والعيون الشرقية وتاوريرت وعين بني مطهر.

وأوضحت "الجماعة" أن أعضاءها "الراغبين في الاعتكاف، تقدّموا بطلبات إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، من أجل الحصول على تراخيص تتيح لهم الاعتكاف بالمساجد، لكن جميع طلباتهم تم رفضها، داعية السلطات إلى السماح للمواطنين بالاعتكاف في المساجد".

وتشترط وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة بالمغرب للترخيص بإقامة سُنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، عدداً من التدابير الرئيسة للراغب في الاعتكاف بأحد المساجد، منها تقديم طلب خطّي، وملء استمارة للسلطات المسؤولة للنظر في قبول طلب الاعتكاف أو رفضه.

القيادي في جماعة العدال والإحسان، حسن بناجح، أكّد في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن طلبات الاعتكاف تم تقديمها إلى السلطات وفق ما هو مطلوب في مذكرة وزارة الأوقاف، لكن تم رفضها جميعاً، من دون تقديم مسوغات منطقية لهذا المنع من أداء سُنة نبوية في العشر الأواخر من رمضان.

ووصف بناجح منع المصلين من الاعتكاف بأنه "فعل غير قانوني أقدمت عليه السلطات المغربية، يتعارض مع حقوق الإنسان في أبسط تجلياتها"، مبرزاً أنه من الحريات الفردية حرية العبادة، إذ يعبد الإنسان ربه كما يشاء من دون أن يتعرض للمنع، فما بال هذا يحدث في بلد إسلامي".

وقال القيادي الإسلامي إن الدولة من المفترض أن ترعى هذا الاعتكاف وتنظّمه كما يجري في العديد من الدول الإسلامية، بالنظر إلى أن الدستور المغربي يتحدّث عن ضمان الحريات الفردية، لافتاً إلى أن منع اعتكاف المصلين وإخراجهم بالقوة من بيوت الله فعل يخالف الدستور".


كذلك دعا بناجح النشطاء الحقوقيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والحريات بالمغرب، إلى التضامن مع المعتكفين الذين مُنعوا من حقهم في العبادة داخل المساجد، مشيراً إلى أنه يتعيّن على كل العلماء والغيورين على هذا البلد تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه التصرفات، والتي وصفها بالرعناء.

اقرأ أيضاً: مبادرات شبابيّة منعاً لاستغلال فقراء طنجة في رمضان

في المقابل، يرى معارضون لتوجهات "الجماعة" أن منع المعتكفين من أعضائها، يأتي لكونهم لم يحترموا الإجراءات اللازمة لنيل ترخيص الاعتكاف، مثلما يجري العمل به في عدد من الدول الإسلامية، وبأن "الجماعة" تحاول بذلك الظهور بمظهر الضحية في عدد من المناسبات.

وذهب مراقبون إلى أن دعوة "الجماعة" لإحياء الاعتكاف في المساجد ليست بريئة، باعتبار أن الغاية منها إحراج الدولة، والحصول على مكاسب سياسية من طرف "الجماعة"، كما أن فتح المساجد لأداء الاعتكاف قد يستغله متطرّفون من أجل حشو عقول بعض الشباب بأفكار متشدّدة، قد تفضي إلى الإرهاب، في سياق أمني مضطرب في المنطقة العربية.

اقرأ أيضاً: السلطات المغربية تمنع الاعتكاف بالمساجد

دلالات