7 مشاكل مزمنة في اليوم الدراسي الأول بمصر

7 مشاكل مزمنة في اليوم الدراسي الأول بمصر

22 سبتمبر 2019
الاكتظاظ في الصفوف من أسباب تراجع التعليم (محمد حسام/الأناضول)
+ الخط -

سيطرت حالة من الفوضى في المدارس الحكومية بالمحافظات المصرية، التي غصّت ساحاتها في أول يوم دراسي، اليوم الأحد، مع استقبالها ما يقرب من 19 مليون طالب وطالبة. وحضر منذ ساعات الصباح الأولى أولياء الأمور، خصوصاً في المدارس الابتدائية والإعدادية، للاطمئنان على أبنائهم وتسكينهم داخل الفصول، وتطور ذلك إلى اشتباكات في بعض المدارس بين أولياء الأمور، وبينهم وبين إدارات المدارس، لحجز المقاعد الأمامية لأبنائهم، والتي حسمت لصالح من له واسطة داخل المدرسة.

أزمة مقاعد

ومن المشاكل التي سيطرت على المدارس الحكومية في أول يوم دراسي في المحافظات المصرية، عدم وجود قوائم بأسماء الطلاب لتسكينهم في الفصول حسب كل مرحلة تعليمية، ما أضاع الوقت في عملية التنظيم، فضلاً عن عدم استكمال طلبات التحويل من مدرسة إلى أخرى، وعدم حسم قبول التلاميذ في الصف الأول الابتدائي، رغم سنّهم القانونية.

ويضاف إلى ما سبق أن بعض المدارس والإدارات التعليمية طلبت من أولياء الأمور رسمياً إحضار مقاعد على حسابهم الخاص، أو دفع تبرعات مالية مقابل قبول أولادهم في المرحلة الأولى الابتدائية، الأمر الذي أثار تذمّر وغضب الأهالي، لكونهم من الطبقة الفقيرة والمتوسطة، وليس لديهم ما يكفيهم لإحضار ما هو أساس لأولادهم، إضافة إلى أن ذلك من مسؤولية الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم بالدرجة الأولى.

ولم يتمكن عدد من المدارس من أداء طابور الصباح، بسبب التأخر في ترتيب تلاميذ وطلاب الصف الأول في كافة المراحل، وتزاحم أولياء الأمور برفقة أبنائهم.

تكدس الطلاب

أما الكثافة الطلابية التي شهدتها فصول المدارس اليوم، فهي ليست حديثة العهد، ولكنها وليدة سنوات طويلة من دون إيجاد حل جذري لها، في ظل تزايد أعداد التلاميذ الجدد كل عام، وعدم وجود أبنية مدرسية جديدة، خصوصاً في المناطق الشعبية المزدحمة التي يعتمد فيها الأهالي على المدارس الحكومية لتعليم أبنائهم.

واشتكى أولياء الأمور في مختلف المحافظات من زيادة عدد الطلاب داخل الفصل الواحد، الذي يؤثر في قدرتهم على الاستيعاب. في حين لجأت عدة مدارس إلى تنظيم الطابور في الشارع لضيق المساحة، ما أثار استياء الأهالي، وحجة وزارة التربية والتعليم حيال ذلك عدم وجود أراضٍ لإقامة مدارس جديدة، وهذا ما دفعها إلى البناء داخل فناء بعض المدارس، فحرم الطلاب من الأنشطة الرياضية وتوقفت نهائياً.

هروب جماعي

وتسببت المشاكل التي واجهتها عدد من المدارس الحكومية إلى هروب جماعي للطلاب، بعد ترْك بوابات المئات من المدارس مفتوحة أمام الجميع من دون رقابة، وكانت المقاهي والشوارع المحيطة بالمدارس مأوى لعدد منهم، خصوصاً طلاب الدبلومات الفنية.

وشهدت شوارع وميادين القاهرة الكبرى "القاهرة - الجيزة - القليوبية" اليوم زحاماً شديداً وتكدساً مرورياً مع بداية العام الدراسي، واضطر كثيرون إلى السير على الأقدام، في محاولة منهم للوصول إلى أعمالهم، وامتلأت الشوارع والأوتوبيسات ومحطات المترو بالطلاب العائدين إلى مقاعد الدراسة.

فوضى الفترة الثانية

ومن المشكلات المزمنة التي تعاني منها مئات المدارس في القاهرة الكبرى وباقي المحافظات هي الفترة الثانية، إذ تعمد المدارس بسبب كثرة أعداد طلابها إلى تقسيم فترات الدراسة إلى واحدة صباحية وأخرى مسائية، وهو تدبير متبع منذ سنوات عدة. ويعاني الطلبة وأولياء الأمور من الفترة الثانية، ويعتبرونها من عيوب العملية التعليمية في مصر، لأن الجهد يبذل في الفترة الأولى.

وترى وزارة التربية والتعليم أن نظام الفترتين هو أحد الحلول لمشكلة الاكتظاظ في المدارس، في الوقت الذي يرفضه خبراء التعليم، لكونه يضغط وقت الفترتين خاصة في فصل الشتاء، ويرهق الطالب.

عجز المعلمين

ويعد عجز المعلمين عن تعليم بعض المواد أزمة تواجهها كافة الإدارات التعليمية المنتشرة في المحافظات، ما يؤدي إلى تزايد قرارات النقل والانتداب، وعدم انتظام المدرسين في المدارس. وهذا الواقع يدفع بعض أولياء الأمور للجوء إلى الدروس الخصوصية في تلك المواد خوفا على مستقبل أولادهم، والنتيجة في النهاية أن الطلاب ينهون عامهم الدراسي من دون تحصيل الحد الأدنى من المقررات التعليمية، رغم وجود الآلاف من خريجي كليات التربية في التخصصات المختلفة بدون عمل منذ عشرات السنوات.

ارتفاع الغياب

ولوحظ مع بداية العام الدراسي انتشار القمامة والباعة الجائلين في محيط المدارس، وعدم الانتهاء من أعمال الصيانة في عدد من المدارس، إضافة إلى تهالك المرافق الأساسية في بعضها من حمامات وأسوار خارجية ونوافذ وأبواب، وعدم استلام الطلاب الكتب الحكومية. وشهدت المدارس ارتفاعاً شديداً في نسب الغياب، وخلت الفصول الدراسية من طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية على مستوى مدارس المحافظات، حتى وصلت نسب الغياب في الشهادة الإعدادية إلى 70 في المائة وفي الثانوية العامة إلى 80 في المائة. وقام عدد من المدرسين بالتوقيع في دفتر الحضور في الصباح، والتوجه بعدها إلى أعمالهم الخاصة في الدروس الخصوصية والسناتر بعلم من الإدارات التعليمية التابعين لها.​

عبء على الأسر

ويرى الخبير التربوي محمد عبد العزيز، أن المشكلات الدراسية في مصر كثيرة ومتعددة، من بينها تأخر الكتب الدراسية، والكثافة الطلابية الأكثر انتشاراً في المحافظات وتعاني منها جميع المدارس، وانتشار القمامة بجوار المدارس التي تجلب الأمراض المتعددة، بجانب المشاكل التي تتعلق بالمناهج التعليمية، وقلة المدرسين، وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت عبئا على الأسرة.

ويعتبر الخبير نفسه أن كل ذلك يؤدي إلى حالة من الانفلات داخل المدارس والهروب منها، في ظل عدم وجود انضباط من قبل القائمين عليها، والاهتمام بشؤونهم الخاصة من دروس وغيرها، لافتاً إلى أن أزمات المدارس سنوية، وليس هناك أي دور من جانب الوزارة لحلها.