مصر.. حملة حقوقية تتبنّى صوت المعتقلين المطالِب بالدفء

مصر.. "برد الزنازين" حملة حقوقية لإدخال مستلزمات التدفئة للمعتقلين

08 يناير 2020
إدخال وسائل التدفئة للمعتقلين في السجون المصرية (Getty)
+ الخط -
"مفيش غطا.. مفيش لبس شتوي.. مفيش حياة.. مفيش بطاطين.. مفيش شبابيك.. مفيش هدوم ثقيلة.. مفيش أكل سخن.. مفيش ميّة سخنة.. مفيش دفايات.. مفيش غير البرد".. هذا هو الشعار الذي انطلقت به حملة حقوقية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تحت شعار "برد الزنازين"، تطالب السلطات المصرية بإدخال كل مستلزمات التدفئة للمعتقلين في السجون المصرية.

وتشهد معظم المدن والمحافظات المصرية درجات حرارة منخفضة، وبردا قارسا تزداد حدّته في ساعات الليل، فضلا عن هطول الأمطار بكثافة على السواحل الشمالية.

وشارك بالتدوين في الحملة مئات السياسيين والحقوقيين، وبالطبع أهالي المعتقلين السياسيين عبر وسم يحمل شعار الحملة نفسه: "برد الزنازين".

وكتبت ضحى بديع، ابنة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع: "كل لما أحس بالبرد والسقعة أدعي إن بابا يكون متدفي. مش عارفة إزاي. بس ربنا قادر على كل شيء. ادعوا للمعتقلين فى البرد ده".

وكتب المحامي الحقوقي المصري البارز مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد: "أنا شفت بعيني فاسدين مبارك بيسخّر لهم كل الإمكانيات أثناء سجنهم، وشفنا حبيب العادلي لما كان مسجون كان بترينج سوت ونظارته الريبان وضابط بيؤدي له التحية العسكرية. إحنا بنطلب حاجات أقل من كده، شوية إنسانية، بطاطين وملابس تقيلة ويسمحوا للسجناء بالمشروبات وطعام ساخن، يهون عليهم  #برد_الزنازين".

وكتب السياسي المصري عبد الرحمن هريدي: "ملابس بيضاء خفيفة.. قميص وبنطلون.. يوصلوا النيابة الساعة 11 ظهرًا واقفين على رجليهم أو قاعدين على الرخام أو ساندنين ظهرهم على الرخام.. مفيش كرسي.. بتستمر التحقيقات للساعة 10 مساءً لكثرة الأعداد.. التحقيق مع ولاد البلد من 5 دقايق لنصف ساعة على الأكثر كل واحد حسب طلباته أو دفوع محاميه. كلنا رجعنا بيوتنا.. ولاد بلدنا وأخواتنا وأصحابنا رجعوا يواجهوا برد الزنازين.. مفيش جاكيت.. مافيش بطاطين.. مفيش أكل سخن.. مفيش مشروب سخن.. هاينام ويقعد على الخرسانة.. مفيش كتاب.. مفيش ورقة وقلم. رفقا يا سجن بالجدعان #برد_الزنازين".

وفي السياق ذاته، أصدرت رابطة أسر معتقلي سجن العقرب المصري بيانًا صحافيًا ندّدت فيه بموت أحد المعتقلين بردًا، وطالبت فيه بإنقاذ باقي المعتقلين.

وبدأت الرابطة بيانها بـ"مرةً أُخرى نُعزي شعبَ مصر عامةً وأسرةَ الصحافي والناشر محمود عبد المجيد صالح شهيد البرد، الذي راح ضحيةَ انتهاكاتٍ ممنهجة من إدارة سجن العقرب التي احترفت انتهاكَ حقوق الإنسان".

وتابعت: "فبعدَ التعذيبِ والإخفاءِ القسري الممارس بحق أولادنا أثناء المراحل الأولى للاعتقال، ها هم منذ ثلاثة أعوام وهم محرومون من أشعة الشمس ممنوعون من التريض والكافيتريا - المصدر الوحيد للغذاء في هذا المكان البائس - تخللَت ذلك حملاتٌ مستمرة من تجريدٍ للملابس والأدوية والمنظفات، ولم يكتفوا بذلك، بل أهملوهم طبيًّا وأصروا على عدم الاستجابة لهم في محاولتهم للخروج إلى العيادات الموجودة بالسجن حتى أصبح الموتُ يدق أبواب الزنازين كل لحظة".

وأضافت: "جوعٌ وبردٌ ومرضٌ وحرمانٌ من الأبناء والزوجات، فتوالى سقوط الشهداء نتيجة لهذه الممارسات، وعليه نؤكد رفضنا التام لهذا التعامل الغاشم من قبل إدارة سجن العقرب ونستغيث بجمعيات حقوق الإنسان العالمية والمجتمع الدولي قبل أن يلقى أولادنا مصير الأحد عشر شهيدًا الذين سقطوا بين جدران مقبرة العقرب".

كما وجهت الرابطة نداءً "إلى الشعب المصري الذي ضحى أولادُنا من أجل حريته وكرامته وانتزاع حقوقه التي نُهبت ونحن على أتمّ الثقة أنه لن يتركنا وحدنا".

وأطلقت الرابطة نداءً إلى العالم الحر لإنقاذ ما تبقى من المعتقلين في مقبرة سجن العقرب سيئ السمعة قبل أن يلقوا مصير من قتلوا بالجوع والبرد والمرض.

وأكدت الرابطة: "أولادنا بمقبرة العقرب في أشد صور المعاناة، فلم يخرجوا منذ زمن من الزنازين الضيقة سيئةِ التهوية شديدةِ البرودة للتريض المنصوص عليه طبقًا للقانون المنظمِ لمصلحة السجون وتنتهج ضدهم سياسة القتل البطيء بالتجويع والبرد والأمراض والقهر النفسي والإنهاك البدني، إذ العيش على فتات الطعام سيئ التجهيز الذي تعافه الحيوانات في وجبات لا تكفي طفلاً صغيرًا".

وقال أهالي معتقلي العقرب: "يعاني أولادنا في هذا الشتاء القارس من البرد الشديد بين كتل خرسانية لا تحميهم منها سوى بطانية واحدة متهالكة. كما يعاني أولادنا بمقبرة العقرب من قهرٍ شديدٍ لعدم رؤيتهم لنا بسبب منع الزيارة منذ عامين".

وأكدت الرابطة "دخول معتقلي العقرب في إضراب كلي مفتوح عن الطعام منذ السبت 4/1/2020 ومستمرون حتى تتم محاكمة قتلة شهيد البرد محمود عبد المجيد صالح وغلق سجن العقرب سيئ السمعة ونقل جميع المعتقلين منه إلى سجون أخرى".

وفي ختام بيانها، حمّلت الرابطة مسؤولية مقتل محمود عبد المجيد صالح لإدارة سجن العقرب، وعلى رأسها ضباط الأمن الوطني ورئيس المباحث محمد شاهين، وأكدت: "أولادنا المعتقلون بالعقرب لن يتنازلوا عن هذه المطالب ولن يتذوقوا الطعام أبدًا حتى تتحقق مطالبهم".


وكان مركز الشهاب لحقوق الإنسان - منظمة مجتمع مدني مصرية - قد أكد أنه وردت إليه معلومات تفيد بدخول معتقلي سجن العقرب في إضراب شامل ومفتوح عن الطعام، وذلك احتجاجًا على الانتهاكات التي يتعرضون لها، وللمعاملة غير الإنسانية، وتعرّضهم للموت البطيء داخل السجن، وخاصةً بعد وفاة محمود عبد المجيد، داخل السجن نفسه بسبب البرد الشديد والاهمال الطبي المتعمّد وغيرها من صور المعاملة غير الإنسانية وغير القانونية.

وحسب بيان المركز، فقد وردت إليه معلومات تفيد بـ"تعمد إدارة السجن سحب أسباب التدفئة في برد الشتاء من نقص البطاطين، ومصادرة الملابس الشتوية، وتقليل نسبة الطعام المقدمة لهم، فضلاً عن الزنازين الإسمنتية والمصممة بصورة تمنع دخول حرارة الشمس، ولا تقي من البرد القارس، ما يعرّض المحتجزين للإصابة بالعديد من الأمراض، بل وللموت البطيء الذي ينتظره الكثير من المرضى داخل هذا السجن ما لم يتم تدارك هذه الانتهاكات".