الأوقاف السودانية والمصرية تنسق لمحاصرة الفكر المتطرف

الأوقاف السودانية والمصرية تنسق لمحاصرة الفكر المتطرف

13 مايو 2015
يتوقع محللون وجود خلايا تابعة للقاعدة وداعش في السودان
+ الخط -

بدأت الحكومة السودانية عدة إجراءات لمحاصرة الأفكار الجهادية والمتطرفة وسط الشباب السوداني، بالتنسيق مع وزارة الأوقاف المصرية، بخاصة بعد إزاحة الستار عن عمليات انضمام أعداد من الشباب للتنظيمات الإرهابية في العراق وسورية وليبيا، وقيادة بعضهم لتفجيرات انتحارية في تلك الدول.

وأنهى وزير الأوقاف المصري محمد جمعة أخيرا زيارة رسمية للخرطوم، بدعوة من نظيره السوداني، في إطار محاولات محاصرة الفكر المتطرف، الذي وصل قمته بالإعلان عن انضمام أحد عشر طالباً جامعياً من أصول سودانية، إلى تنظيم داعش في سورية والعراق، بهدف تقديم الخدمات الطبية لجرحى التنظيم، ومعظمهم يحمل جنسيات غربية وينحدر من طبقات غنية، وفشلت كافة المجهودات الحكومية حتى الآن في إعادتهم.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الخرطوم، معلومات زعمت وجود خلية نشطة لداعش داخل الخرطوم، تعمد إلى استقطاب الشباب، بخاصة أن تقارير كثيرة تحدثت عن انضمام سودانيين في وقت سابق إلى التنظيم في ليبيا، فضلا عن القتال إلى جانب المتشددين في كل من الصومال ومالي.



قلق أوروبي
وأبدى الاتحاد الأوربي استعدادا للدخول في حوار جدي مع الحكومة السودانية، فيما يتصل بقضايا الإرهاب والتطرف والغلو الديني، وأكد سفير الاتحاد الأوروبي في السودان توماس بوليشيني الاثنين، أن التطرف والغلو في السودان يهدد العلاقة بين الخرطوم ودول الاتحاد الأوروبي.

وفي وقت نقلت تقارير إعلامية عن جهاديين وضع داعش لاستراتيجية تهدف لفتح جبهة جديدة بكل من السودان وجنوب السودان، في إطار خطة توسعية بالبلدان العربية والأفريقية، وزعم موقع إلكتروني جهادي أن مجموعة جهادية في السودان ستعلن مبايعتها لأبي بكر البغدادي قريبا، ونشرت مواقع تتبع تيارات سلفية متشددة بياناً صدر عن "جهاديون حول العالم" وقع عليه سبعة أشخاص، وصفوا برموز التيار السلفي الجهادي في البلاد لمبايعة تنظيم داعش.

اقرأ أيضاً: طلاب طب بريطانيون من أصل سوداني انضموا إلى "داعش"

احتمالات الخلايا

ويعتقد محللون بوجود خلايا جهادية نائمة تعود لتنظيم القاعدة الذي احتضنته البلاد، فضلا عن الجهاديين الأفغان الذين مثلت البلاد ملاذاً آمناً لهم، لاسيما بعد فتحها مطلع التسعينيات أمام كافة التنظيمات الإسلامية والجهادية المضطهدة في بلدانها للانطلاق من الخرطوم.

ويرى الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر، أن بيئة التطرف الإسلامي في السودان متوفرة بالنظر للفكر التطرفي الذي غزا العالم الإسلامي، وأكد أن الكبت يعد أحد العوامل التي تسهم في تغزيته، "بينما تهزم الحريات عموما الفكر التطرفي".


وأوضح: "في السودان ظاهرة التطرف الديني بدت واضحة، من خلال المنابر التي تكفر القوى السياسية المعارضة فيما يتصل بقضايا الرأي"، وأشار لوجود إحصائيات وقفية لمجموعات من الشباب الذين انضموا للتنظيمات المتشددة، وأخرى يتم تحريضها للانضمام لتنظيم داعش"، وأكد أن على الدولة مراقبة التطرف وإيلاءه أهمية كبرى.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم حسن الساعوري، أن الانضمام الجماعي لتنظيم داعش الذي شكلته مجموعة الطلاب الأخيرة يعتبر مؤشرا لوجود تنظيم داخل البلاد، يقوم بتجنيد الشباب وتدريبهم وإلحاقهم بتنظيم داعش حيثما كان، سواء في العراق أو سورية، ليقوم التنظيم بتوجيههم لتنفيذ عمليات في مناطق محددة.

وأضاف "وهذا يجعلنا نتوقع أن يقوموا بعمليات داخل السودان نفسه"، وأردف "لكن تنفيذ أية عمليات لداعش ترهن بانفراط الأمن باعتباره البيئة التي ينشط فيها".

وفي وقت سابق حذر وزير الأوقاف الفاتح تاج السر من تسرب ظاهرة الغلو الفكري والتطرف الديني لداخل البلاد من البيئة الإقليمية المحيطة، وأكد أن وزراته رأت الاستعانة بالوسائط المختلفة، لبث الرسائل الوسطية في المجتمع كعمل وقائي للحد من انتشار الظاهرة.

لكن نائب رئيس الجمهورية السوداني حسبو عبد الرحمن، أكد خلو البلاد من الأفكار المتطرفة التي تؤرق الدول العربية والأفريقية ولكنه رجع وأكد أن البلاد بدت تشهد مظاهر تطرف بسيطة، وتم علاجها في مهدها بواسطة الحوار المباشر.

وعرفت البلاد لأول مرة العنف الناتج عن التطرف عام 1994، عندما أقدم متطرف سوداني يدعى محمد الخليفي على مهاجمة أحد المساجد التابعة لأنصار السنة في أم درمان، ما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من خمسين شخصا.

وتبعتها حادثة مشابهه عام 2000 باعتداء متطرف يدعى عباس الباقر على مصلين يؤدون صلاة الترويح، وقام بقتل نحو عشرين شخصا وجرح آخرين.
لتتجدد الأحداث مطلع 2008 عبر حادثة مقتل الدبلوماسي الأميركي غرانفيل الذي اغتيل بواسطة شباب متشدديين، ليلة رأس السنة وسائقه السوداني عبد الرحمن عباس فضلا عن ضبط خلايا لمتشدديين خلال الأعوام الثلاثة الفائتة.

اقرأ أيضاً: خاص.. "داعش" جنّد 11 طالباً من جامعات سودانية