فشل الحوار بين الأسرى الفلسطينيين وإدارة سجن "عوفر"

فشل الحوار بين الأسرى الفلسطينيين وإدارة سجن "عوفر"

23 يناير 2019
فعاليات تضامنية مع الأسرى (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن نادي الأسير الفلسطيني مساء اليوم الأربعاء، فشل جلسة الحوار التي عقدت بين الأسرى وإدارة معتقل "عوفر" الإسرائيلي، بعدما أعلنت إدارة المعتقل نيتها فرض سلسلة من العقوبات على الأسرى.

وأوضح النادي في بيان له، أن تلك العقوبات تتمثل بعقد محاكمات للأسرى في الغرف التي تم حرقها في أقسام (15) و(11)، وفرض عقوبة بالسجن الفعلي عليهم لمدة أربع سنوات وغرامة مالية بقيمة 40 ألف شيقل (عملة إسرائيلية)، إضافة إلى حرمان الأسرى من الزيارة و"الكنتينا" (بقالة السجن) لمدة شهرين.

ولفت نادي الأسير إلى أنه على ضوء ذلك، رفض الأسرى كل ما أملته إدارة المعتقل، وأكدوا أنهم مستمرون في الإضراب المتمثل بإرجاع وجبات الطعام الذي بدأ فعلياً منذ ثلاثة أيام، وأعلنوا أنهم بصدد اتخاذ خطوات نضالية أخرى، ما دامت الإدارة على موقفها، وخاصة في ما يتعلق بفرض العقوبات.

واعتبر الأسرى أن الحوار الذي تم اليوم كان مستواه متدنياً مقابل الدماء التي سالت، وحجم الاعتداءات التي نُفذت بحقهم، وخاصة أن الحوار فرض انطباعاً بأن الجهات التي أدارت الحوار من إدارة المعتقلات لا تملك صلاحيات بالقرار، وأن خطوات الأسرى ستتواصل حتى تتم إدارة الحوار مع جهات تمتلك الصلاحيات.

يُشار إلى أن معتقل "عوفر" الذي يضم 1200 أسير منهم قرابة مئة طفل، تعرض لسلسلة اقتحامات منذ تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، وذلك من قبل أربع وحدات من قوات القمع التابعة لإدارة معتقلات الاحتلال، الأمر الذي نتج عنه إصابات بين صفوف الأسرى، إذ بلغ عدد الأسرى المصابين نحو 150 أسيراً، وكانت غالبية الإصابات كسوراً وجروحاً من جراء الضرب المبرح الذي تم بواسطة الهراوات، وإصابات بالرصاص المطاط، واختناقاً بالغاز.

وقد استخدمت قوات القمع، إضافة إلى الغاز والرصاص المطاط والهراوات، القنابل الصوتية والكلاب البوليسية. علماً أن جميع الأسرى المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات تمت إعادتهم إلى المعتقل، إلا أن أقسام المعتقل جميعها لا تزال مغلقة.

من جانب آخر، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، إن "محاميها كريم عجوة زار اليوم الأربعاء عدداً من الأسرى القابعين في سجن عوفر، بعد يومين من عملية القمع والاقتحام التي نفذتها وحدات إسرائيلية خاصة بشكل همجي، أدّت لإصابة العشرات من الأسرى بجروح وكسور وحالات اختناق.

ووفق بيان للهيئة، فقد أفاد أسرى عوفر خلال زيارة المحامي لهم، بأن ما نشر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات وصور لعملية الاقتحام، لا يمثل سوى 1% من فظاعة وبشاعة عملية القمع التي نفذتها قوات المتسادا ودرور واليماز الإسرائيلية، والتي استخدمت فيها كل أدوات القمع والقتل بحق الأسرى؛ من أسلحة وهراوات وكلاب، وأدوات الصعق الكهربائي والقنابل الصوتية والغازية، والرصاص المطاطي.

وقال الأسرى: "حتى صباح اليوم، لا يزال ما يقارب 40 عنصراً من عناصر قوات القمع والشرطة الإسرائيلية موجودين في ساحة السجن، وأن غالبية الأقسام تحوّلت إلى أقسام للعزل وتم سحب الأجهزة الكهربائية منها وأغلقت الكانتينا منذ 3 أيام".

ولفت المحامي إلى أن عدد الإصابات في صفوف الأسرى من مختلف أقسام السجن وصل إلى 140 أسيراً، من بينها من أصيب بكسور في الفك والأنف والرأس، وآخرون أصيبوا بالرضوض والكدمات والاختناق بسبب غاز الفلفل (البودرة) والقنابل الغازية.

وأضاف أن التوتر داخل المعتقل لا يزال قائماً، وقد طالب الأسرى بضرورة تدخل كافة الجهات الدولية والحقوقية لوقف الإرهاب الإسرائيلي المتواصل تجاههم، الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء.

في سياق آخر، كشف نادي الأسير عن تعرض الأسرى في قسم 2 في معتقل "مجدو" لاقتحام  قوات القمع التابعة لمعتقلات الاحتلال، وذلك فجر يوم الإثنين الموافق 21 كانون الثاني/ يناير الجاري، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة للقسم وللأسرى، بعدما تم تقييدهم ونقلهم خارج القسم.

وبيّن نادي الأسير أن الاقتحام شمل غرف 3 و9 و12، إضافة إلى مرافق القسم؛ المطبخ والمغسلة و"الكنتينا".

ولفت نادي الأسير إلى أن عملية الاقتحام تمت خلال تأدية الأسرى صلاة الفجر، الأمر الذي رفضه الأسرى وبدؤوا بالصراخ والتكبيرات. وبعد انتهاء الاقتحام نصبت الإدارة أجهزة تشويش قوية في محيط القسم. فيما طمأن نادي الأسير كافة عائلات الأسرى في قسم 2 في معتقل "مجدو" أن أبناءهم بخير.

إفادات أسرى وأطفال يقبعون في معتقلات الاحتلال

على صعيد منفصل، وثّقت هيئة الأسرى إفادات لأسرى وأطفال يقبعون في عدة معتقلات إسرائيلية، يسردون من خلالها ما تعرضوا له من إجراءات قمعية ولا إنسانية، ارتكبت بحقهم أثناء عملية اعتقالهم واستجوابهم في مراكز التحقيق الإسرائيلية.

فقد اعتدى جيش الاحتلال على الطفل صهيب نبابتة (17 عاماً) من مخيم شعفاط شرقي مدينة القدس، بعدما هاجمه عدد من أفراد حرس الحدود وقاموا بملاحقته وبطحه على الأرض، ومن ثم انهالوا عليه بالضرب بشكل تعسفي بأيديهم وبأعقاب بنادقهم، مسببين له العديد من الرضوض والكدمات، نُقل بعدها إلى مركز توقيف "المسكوبية" لاستجوابه، ومن ثم إلى قسم الأسرى الأشبال في "مجيدو".

في حين، تعرض المعتقل نور العمور (44 عاماً) من بلدة تقوع في محافظة بيت لحم للضرب الشديد والتنكيل به بعدما هاجمه ما يقارب 40 جندياً، أثناء المواجهات التي اندلعت بالقرب من بيته، واعتدوا عليه بالضرب المبرح بالهراوات وبأعقاب بنادقهم على مختلف أنحاء جسده، ومن ثمّ جرّوه على أرض مليئة بالحجارة، ليتم نقله بالجيب العسكري إلى مركز توقيف "عتصيون" للتحقيق معه.

أما الأسير عبد الرحمن عبده (18 عاماً) ، فقد اشتكى من ظروف اعتقاله المهينة، بعد الاعتداء عليه بالضرب واللكمات على مختلف أنحاء جسده، خلال مداهمة جيش الاحتلال لبيته في ضاحية شويكة شمال طولكرم، ولم يسلم الأسير أيضاً من الإهانة والتعذيب خلال استجوابه في مركز توقيف "الجلمة"، إذ تم شبحه لساعات طويلة على كرسيّ ويداه ورجلاه مقيدة للخلف، حُقق معه عدة مرات وتم نقله في ما بعد إلى معتقل "مجيدو".

كما نكلت قوات الاحتلال بالشابّ إبراهيم الحمامرة (19 عاماً)، عقب اقتحام منزله في بلدة حوسان في بيت لحم، وتم الاعتداء عليه بالضرب على رأسه ووجهه على مرأى من عائلته، وتم اقتياده بعدها إلى مركز توقيف "عتصيون" لاستجوابه.

وسجلت الهيئة أيضاً اعتداء جنود الاحتلال بالضرب بشكل همجي على الطفلين؛ محمد مسامير (17 عاماً) من بلدة دير الغصون شمال طولكرم، ويزيد سليم (16 عاماً) من بلدة جيوس شرق قلقيلية، وذلك خلال عملية اعتقالهما واستجوابهما في مراكز التحقيق الإسرائيلية، علماً بأن القاصرين يقبعان حالياً في قسم الأسرى الأشبال في "مجيدو".