ليبيا: متسولون في شوارع طرابلس..والأمن غائب

ليبيا: متسولون في شوارع طرابلس..والأمن غائب

30 يناير 2016
الشرطة منشغلة بالقضايا الأمنية (الأناضول/GETTY)
+ الخط -


ازدادت ظاهرة التسول في ليبيا بشكل كبير، خصوصاً في السنتين الماضيتين. وأصبحت الشوارع الرئيسية في العاصمة طرابلس مليئة بمتسولين على الطرقات والإشارات الضوئية.

فأينما ولّيت وجهك، ستجد نساء كبيرات في السن وأطفالاً ورجالاً يمدون أيديهم للمارة، وعلى مرأى من الأجهزة الأمنية. لكن ما من أحد يتحرك ليوقف هذه الظاهرة.

ضابط في وزارة الداخلية برتبة ملازم أوضح لـ "العربي الجديد"، أنّ التسول في ليبيا ظاهرة قديمة جديدة. وإن كانت نسبتها زادت بشكل كبير، بوجود عصابات ومجموعات تقف وراء هذه المهنة.

وربط الضابط الليبي انتشار الظاهرة بشكل متزايد مؤخراً، بغياب الملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية، ويقول "في ظل الفوضى التي نعيشها الآن وغياب حملات وزارة الداخلية، التي لا تعير هذه الظاهرة اهتماماً كبيراً، أصبح للتوسل محترفون".

وأشار إلى "أن همّ قوات الأمن اليوم هو الوضع الأمني بالدرجة الأولى. الحملات ضد محترفي التسول تحصل من حين إلى آخر"، لافتاً إلى أنّ "الحملات الأمنية تحصل كل شهر، نلقي خلالها القبض على مجموعة من محترفي التسول، ولكن ينتهي الأمر بالإفراج عنهم، ويعودون لنشاطهم من جديد دون أية عقوبات رادعة لهم".

اقرأ أيضاً: التسوّل.. "كابوس" مصر اليومي

أنس (اسم مستعار) تعرض للاعتقال أكثر من مرة بسبب امتهان التسول، ويقول لـ"العربي الجيدد": "ألقي القبض عليي قرب منطقة قرجي في مدينة طرابلس، من قبل قوات الداخلية، وتم التحقيق معي ووجهت لي تهمة التسول".

وعن أسباب لجوئه للتسول، يجيب "حقيقة جئت إلى ليبيا بحثاً عن عمل ولم أجد، فاضطررت إلى التسول وطلب المساعدة من المارة، ومن هم بسيارتهم، فكانوا يعطونني المال الذي يكفيني ربما ليومين أو أكثر، فوجدت أن هذا الشيء أفضل لي من أن أبحث عن عمل".

ويضيف "عندما تم القبض علي والتحقيق معي، طلبوا مني تحرير تعهد بعدم مزاولة التسول ومغادرة ليبيا. وأنا الآن بصدد الاستعداد للعودة إلى بلدي".

بدورها، بررت انتصار (اسم مستعار) امتهان التسول بالقول لـ"العربي الجديد": "عندي ثلاثة أبناء بالإضافة إلى والدي، وزوجي توفي قبل سنتين، وراتبي لا يكفيني أنا وأبنائي. ومع غلاء المعيشة اضطررت إلى التسول ومدّ يدي لكل مقتدر لمساعدتي".

وربطت خروجها إلى الشارع للتسول، بـ"ظروفها الصعبة جداً"، متسائلةً "كيف يمكن أن أعيش في ظل غياب مساعدات من الدولة، وفي نفس الوقت يقولون إنهم يرفضون هذه الظاهرة". 

اقرأ أيضاً: الأردن يستعين بـ"الآيباد" لمحاربة التسول

المساهمون