الشرطة العراقية تعتقل "مدّعي النبوة" المرشح للانتخابات

الشرطة العراقية تعتقل "مدّعي النبوة" المرشح للانتخابات

26 ابريل 2018
يدّعي أنه مكلف من الله بالترشح للانتخابات (Getty)
+ الخط -

قال مسؤولون في جهاز الشرطة العراقية بمدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار (جنوب)، اليوم الخميس، إنه تمّ إلقاء القبض على ياسر ناصر حسين (51 عاماً) من منزله، بعد "ادعائه النبوة" من خلال حملة ترشّحه للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

ويأتي ذلك بعد ساعات من نشر محطات تلفزيونية محلية عراقية ومنصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لمدّعي النبوة، وهو يطالب الناس بانتخابه.

وقال سكان محليون في الناصرية، إنّ "الرجل مريض نفسياً ومعروف بذلك لدى السكان، والخلل يقع على مفوضية الانتخابات التي قبلت ترشيحه".

وأكد مسؤول في دائرة استخبارات محافظة ذي قار، لـ"العربي الجديد"، أن المتهم سيحال إلى قاضي التحقيق خلال ساعات من الآن لاستجوابه، لافتا إلى أن ذويه طالبوا بحضور فريق طبي نفسي وعدم تركه يواجه التحقيق بمفرده.

وأشار المسؤول الأمني إلى أن اعتقاله جاء بعد إثارته لغطاً واسعاً في كل مدن العراق، وليس في المحافظة فقط.

وظهر المرشح ياسر ناصر حسين في مقطع تسجيلي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي مرتدياً الزيّ العربي وهو يقول إنه مكلف من الله بالترشح للانتخابات: "أنا مرسل من الله وأنا نبي وأنا أعلاهم".

وكتب حسين على البوسترات الخاصة بدعايته الانتخابية، التي أظهرته وهو يرتدي عمامة سوداء، عبارات يدّعي فيها أنه نبي، ومنها "مؤسس وقائد ونصير لحزب الله نور السماوات والأرض". وعبارة "النبي السيد الإمام المجاهد ياسر ناصر حسين آية الله العظمى". مذيلاً البوسترات الدعائية الخاصة به بعبارة زعم فيها أنه كان محكوماً بالإعدام في زمن النظام السابق.

بدوره قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ذي قار، جبار الموسوي، لوسائل إعلام محلية، إن: "خلف هذا الرجل دوافع وأجندة دفعته إلى مثل هذا الادعاء، وأطالب بالتحقيق في ذلك".

واتخذ كُتاب وناشطون من الخبر وسيلة للتندر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب المحلل السياسي والناشط المدني، هلال العبيدي، على صفحته "حتى نبي جديد ظهر عليكم بعد شتريدون أكثر من هذا الدلال". 

فيما كتب الناشط بلال حميد: "زعم أحد المرشحين سابقاً أن السيدة فاطمة الزهراء أمرته بالترشح للانتخابات، وآخر يدعي أن النبي محمد أمره بالترشح".


وأضاف حميد متسائلاً "لماذا لم أسمع يوماً أن أحد المرشحين رأى رسول الله يأمره بالتراجع والتنحي عن الترشيح؟ واليوم في الناصرية ظهر لنا نبي مرشح للانتخابات".

ويعتبر ادعاء النبوة في العراق، الثاني من نوعه خلال 11 عاماً الأخيرة، حيث ادعى النبوَّة عام 2007 رجل عراقي آخر يدعى "صفوك" في إحدى بلدات الأنبار، زاعماً أنه نبي مرسل من الله، وقد ألقي القبض عليه فيما بعد من قبل قوات الأمن العراقية، وأطلق سراحه بعد تعهده بالكف عن الترويج لمثل هذه المزاعم.




وشهدت الدعايات الانتخابية في البلاد منذ أول انتخابات تشريعية جرت عام 2005 كثيراً من الغرائب، منها زعم بعض المرشحين تلقيهم عبْر رؤيا أوامر من أنبياء أو صحابة أو أولياء صالحين تقضي بترشيح أنفسهم للانتخابات.