تجنبوا الرسوم والكتابات على ملابس أطفالكم

تجنبوا الرسوم والكتابات على ملابس أطفالكم

07 ابريل 2015
نوعية الملابس تؤثر في صحة أطفالنا (GETTY)
+ الخط -


عند اختياركِ الملابس لك ولعائلتك لا يكفي أن تتأكدي من نوعية الأنسجة المصنوعة منها، وإنما تجنبي شراء تلك المزينة بالرسوم والملصقات التي نراها بكثرة على التي شيرت والقمصان وحتى ملابس النوم، لأنها عبارة عن تركيبات كيماوية سامة تسبب الأمراض لمن يستخدمها.


ولا تخضعي لإغراءات العروض التسويقية والتخفيضات التي تعتمدها المحلات الكبرى والمتاجر للترويج لبضائعها، ولا تظني أن المتاجر الشهيرة والماركات العالمية تبيعك المنتجات الخالية من المواد الكيماوية المضرة، فالمنتج الأغلى لا يعني بالضرورة أنه المنتج الصحي والسليم، لذلك تقع المسؤولية على الأهل بأن يوفروا لصغارهم منتجات طبيعية مصنعة من مواد لا تسبب المخاطر. 

وطالما أن القوانين في أغلب البلدان العربية قاصرة عن حماية المستهلكين، تغيب الرقابة عن الأسواق وجودة المنتجات، وتضعف معها فعالية هيئات حماية المستهلك، ودور الوزارات والجهات المعنية بضبط الاستيراد والتصنيع، ومنها صناعة الملابس والألعاب والأثاث وغيره.  

ملابس خالية من السموم

ولكن هل هناك من يقوم بتحسين جودة الملابس ويهتم بتقليل مخاطرها على صحة الناس وصحة الكوكب عموماً؟

فقد أعلنت منظمة غرين بيس العالمية أن حملتها العالمية التي بدأتها منذ أربع سنوات، والتي تهدف إلى تحرير المنتجات الاستهلاكية على أنواعها والملابس من المواد الكيماوية السامة والضارة بصحة البشر، ماضية في الاتساع.


وأشارت المنظمة البيئية في موقعها الإلكتروني إلى أن أحد أكبر عشرة محلات تجزئة في العالم قد انضم إلى الحملة، وهو متجر آلدي في ألمانيا، ما اعتبرته خطوة إلى الأمام، وما يعني الموافقة على توفير وتسويق منتجات خالية من السموم بحلول مطلع عام 2020.

وأوضحت المنظمة أن 31 شركة من كبريات الشركات العالمية العاملة في مجال تجارة التجزئة، والتي تبيع المنتجات الغذائية والمنزلية والمفروشات والملابس والأقمشة وغيرها من المستلزمات، والتي تحتوي على مواد تسبب الأمراض للمستهلكين، وتقف خلف العديد من الأعراض المرضية التي تصيب البشر، قد انضمت تباعاً للحملة حتى الآن.

وأكدت المنظمة أن تلك المتاجر بإمكانها الاستمرار في الربح، والتخطيط وإدارة مواردها بطريقة مسؤولة، وبالتالي إحداث ثورة في عالم تصميم وإنتاج السلع من خلال توفير منتجات نظيفة للمستهلك والبيئة على حد سواء، معتبرة أن اتساع دائرة المنضمين للحملة، والتصنيع من دون سموم، هو اعتراف بمسؤولية المصنعين والمنتجين تجاه المستهلك والكوكب بأسره.


هل العرب معنيون بسلامة الملابس؟

وعمّا إذا كانت دولنا العربية تجد نفسها معنية بقضايا من هذا النوع، لحماية مواطنيها والمستهلكين من المواد الكيماوية الضارة بصحتهم، سألنا الخبير البيئي ومدير الشبكة العالمية للمناخ الأستاذ وائل حميدان الذي قال "أن هناك القليل من المعرفة في بلداننا العربية بالمخاطر الناجمة عن الملابس، خصوصاً تلك المزينة بأنواع معينة من الرسوم والكتابات الضارة بالصحة".

وأكد حميدان "عدم وجود أية محاولات لمنع استيراد الملابس التي يدخل في تصنيعها مواد كيماوية ضارة، أو مطبوع عليها رسوم أو كتابات، أو حتى منع طبعها في البلدان العربية".

وأشار حميدان إلى "احتواء الكثير من الملابس التي يقتنيها أغلب المستهلكين على مواد ملينة للبلاستيك، وهي التي تستخدم كذلك في الرسوم"، مشيراً إلى أن ملينات البلاستيك تعتبر من المواد التي قد تكون مسرطنة أو تحدث خللاً في هورمونات الجسم.

وأوضح أن "خطر هذه المواد الكيماوية في معظم الأوقات مخفي، ولكن في بعض الحالات يمكن لهذه المواد أن تسبب حساسية الجلد"، منبهاً إلى أن "تأثيرها في أغلب الحالات يظهر بعد عشرات السنين".

وعن الحلّ وسط امتلاء الأسواق بهذه الملابس، وتهافت الناس على شراء تلك المزينة بالرسوم والعبارات الملصقة أو المطبوعة عليها قال: "المطلوب وضع قوانين تحدد أنواع الملابس أو المواد التي تحتويها، والتي يمكن تصنيعها أو استيرادها، وتحتوي على مواد كيماوية لها أضرارها على الصحة والبيئة".


مواد خطرة في الملابس

وكان مسؤول غرين بيس مانفريد سانتان أشار في ديسمبر/كانون الأول 2014 إلى أن مادة الفاثاليت الكيماوية التي تضاف إلى البلاستيك عادة لتعطيه صفة الليونة والمتانة، وجدت بمستويات عالية في مطبوعات البلاستيسول (نوع من الأحبار)، مشيراً إلى أن آثار الفاثاليت على اضطرابات الغدد الصماء باتت معروفة، كما ثبت أنها تعطل مستويات الهرمون لدى الحيوانات، كما تعطل الخصوبة وتسبب التشوهات الخلقية وتساعد في الإصابة بسرطان الثدي لدى البشر.

ويؤكد أنه بالرغم من تحلل هذه المواد في البيئة، إلا أن جسم الإنسان يتأثر بها ويمتصها عند التعرض لها لفترات طويلة. وجاءت إشارة سانتان وتنبيهاته بعد أن ضبطت غرين بيس 82 نوعاً من ملابس الأطفال موجودة لدى 25 محلاً من أشهر العلامات التجارية في العالم وأوروبا تنتج وتبيع ملابس تحوي هذه المواد الخطرة.


وكانت المنظمة قد أشارت إلى أن مادة البوليستر التي تستخدم في صناعة الملابس وتلقى الكثير من المعارضة، ليست الأخطر بين المواد الكيماوية المختلفة. وأكد تقرير لها أن المواد الكيماوية التي تدخل في الملابس لا تضر بالإنسان فقط بل بالبيئة أيضاً، أما خطرها على الإنسان فهو قوي وفاعل ـ لأنها تتسرب إلى جسم الإنسان عبر الجلد وعبر الطعام، ما يجعلها أكثر خطورة على الأطفال الرضع الذين قد يضعون ثيابهم في أفواههم!

ونبهت المنظمة البيئية استناداً إلى دراسات حديثة بأن أمراضاً مثل الغدة الدرقية واضطرابات جهاز المناعة تنتج عن تلك المواد التي تدخل في صناعة الملابس، مشيرة إلى انتقال هذه المواد الضارة إلى البيئة أثناء صناعة الملابس في المصانع، أو أثناء غسلها أو حتى عند رميها في النفايات العادية.

وتسبب مادة البوليستر الموجودة في الملابس وفرشات الأسرّة وحفاظات الأطفال والعلب البلاستيكية الحافظة للطعام والفوط الصحية والمفروشات، تهيجاً في العين والجهاز التنفسي وحساسية وطفح جلدي.

أما مادة الأكريليك الموجودة في الملابس وأغطية الأسرّة، والعدسات اللاصقة، والسجاد المصنوع من الألياف، والمواد لاصقة، والأسنان الصناعية، وشمع الأرضيات، ومعدات إعداد الطعام، وحفاظات الأطفال المناديل الصحية والدهانات، فهي تسبب صعوبات في التنفس، التقيؤ، الإسهال، الغثيان، الوهن، الصداع، والتعب.

أما مادة البولي يوريثين الرغوية، والتي تستخدم في حشو المخدات والوسائد والفرشات تسبب التهاب الشعب الهوائية، السعال، ومشاكل في الجلد والعين، يمكن أن تسبب كذلك مشاكل حادة في الرئتين.


المساهمون