خبراء: المنشطات وعقاقير الصلع قد تؤدّي إلى عقم الرجل

خبراء: المنشطات وعقاقير علاج الصلع قد تؤدّي إلى عقم الرجل

29 مايو 2019
الحرص على المظهر الجذاب قد يؤثر على الخصوبة (Getty)
+ الخط -


حذّر خبراء بريطانيون من أن الرجال الذين يبذلون أقصى جهدهم للحصول على مظهر خارجي أفضل، إنّما يضرون بقدرتهم على إنجاب الأطفال. وإن تعاطي المنشطات وتناول كميات كبيرة من العقاقير المضادة للصلع يضر بالخصوبة.

وقال الدكتور جيمس موسمان، الذي كان يدرس سبب نضال الكثير من الأزواج من أجل الإنجاب، إنّ هناك صلة بين تعاطي الستيرويد (منشط واسع الانتشار يستخدمه الشباب والرياضيون للحصول على جسم مصقول ورياضي)، ومشكلة الخصوبة.

وقال موسان لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أمس الثلاثاء، إنّه لاحظ أن بعض الرجال الذين يأتون لإجراء اختبار خصوبتهم هم رجال بأجسام ضخمة، وعلى الرغم من محاولتهم الظهور بأفضل شكل، إلا أنّهم كانوا يضرّون بخصوبتهم.

وأوضح الدكتور موسمان أنّ المنشطات يمكن أن تجعلك عقيماً، وأنّ المنشطات الابتنائية أو البِنائِيَّة، وهي الأندروجينات الستيرويدية التي تشمل الأندروجينات الطبيعية، مثل التستوستيرون، وكذلك المواد الاصطناعية، تحاكي تأثير هرمون التستوستيرون الذكري نفسه في الجسم، وهي تستخدم كأدوية لزيادة نمو العضلات. كما يستخدم ممارسو رياضة كمال الأجسام هذا النوع من المنشطات بانتظام.

بدوره، قال البروفيسور ألان باسي، من جامعة شيفيلد، إنّه من المفارقات أن يذهب الرجال إلى النادي الرياضي كي يبدوا أكثر جاذبية بهدف جذب النساء في الغالب بينما يقلّصون من نسبة خصوبتهم عن غير قصد.

وتزيد المنشطات من إنتاج هرمون التستوستيرون في كل مكان في الجسم باستثناء الخصيتين، حيث تكون هناك حاجة لإنتاج الحيوانات المنوية.

وبحسب الخبراء، عندما يتناول الرجال هرمون تستوستيرون إضافي، فإن إنتاجهم الطبيعي للهرمون يتوقف، وهو ما يتسبب في انخفاض الكمية في الخصيتين إلى الحضيض. هذا يعني أنه قد يكون لديك السائل المنوي ولكن لن تكون هناك أي نطفة فيه.

وقد تستغرق إعادة إنتاج الحيوانات المنوية عاماً كاملاً إذا توقفت عن تناول هذه المنشطات في الوقت المناسب. ويدعي الباحثون أن الأمر ذاته يحدث للرجال الذين يتعاطون علاجا لمكافحة الصلع.

ويستدلون على ذلك بدواء "فيناسترايد" الذي يمكن أن يحد من تساقط الشعر عن طريق تغيير طريقة استقلاب التستوستيرون في الجسم، لكنه يمكن أن يسبب أيضا ضعف الانتصاب وتعطيل الخصوبة. وباتت هذه مشكلة شائعة بشكل متزايد، وفق الخبراء.

وقال البروفيسور باسي لهيئة الإذاعة البريطانية: "أود أن أقول إن من المحتمل أن يصبح مستخدمو الستيرويدات المنشطة عقيمون أكثر مما يُعتقد، أي ينسبة 90 في المائة على الأرجح".

يضحي الرجال بقدرتهم على إنجاب الأبناء من أجل أن يكونوا أكثر جاذبية، الأمر الذي يتعارض تمامًا مع بقية مملكة الحيوانات. يقول الدكتور موسمان إنّ هذه المحاولة المضلّلة لجذب النساء من خلال قتل خصوبتك يتفرّد بها البشر.

أمّا البروفيسور باسي فيقول لـ"بي بي سي"، إنّه يعتقد أن الرسالة الرئيسية هي لمرضى الخصوبة. ولا تصل هذه الرسالة إلى الشباب على أنّها مشكلة ويكفي إمدادهم بالقليل من المعلومات حتى ننقذهم من وجع القلب.


ويشير البروفيسور باسي إلى أن أخذ المنشطات الابتنائية لا يقتصر على خطر العقم فقط، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الفشل الكلوي وتلف الكبد وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والنوبات القلبية، حتى عند الشباب.

تناول المنشطات الابتنائية بانتظام يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جسدية ونفسية لدى كل من الرجال والنساء، فضلاً عن الحالات الطبية الخطيرة. ومنها انخفاض عدد الحيوانات المنوية والعقم وتقلص الخصيتين وضعف الانتصاب وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

دلالات

المساهمون