قرى عراقية حدودية مهددة بالزوال بسبب السيول

قرى عراقية حدودية مهددة بالزوال بسبب السيول

08 سبتمبر 2016
غمرت السيول المزروعات في القرى الحدودية 2015 (فيسبوك)
+ الخط -

مع اقتراب موسم الشتاء، تزداد مخاوف المزارعين من سكان بعض القرى الحدودية في محافظة ديالى شرق العراق، من الأمطار الغزيرة التي تعرّضهم لسيول جارفة مطلع كل شتاء، والتي أدت سابقا إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، بعد إزالة الساتر الحدودي الذي كان قائما على الحدود مع إيران منذ نحو 100 عام.
وحذّر مدير بلدة "قزانيه"، مازن الخزاعي، اليوم الخميس، من زوال نحو 20 قرية زراعية بسبب السيول، مؤكدا أن متضرري السيول التي ضربت الناحية العام الماضي لم يحصلوا على أي تعويض حتى الآن.
وتابع الخزاعي، أن "القرى الزراعية في قزانيه مهددة بالزوال بسبب السيول الجارفة التي زادت قوتها في السنوات الأخيرة وأصبحت تثير رعب الأهالي، نظرا لما تسببه من خسائر مادية فادحة في المزروعات والحيوانات، وتدمر عشرات المساكن".
وأضاف، أن سيول 2015 كانت الأقسى على قرى الناحية، بسبب ما وقع من خسائر. ورغم كل التعهدات الحكومية، لم يحصل المتضررون على أي تعويض، لافتا إلى أن موسم الشتاء على الأبواب، وليست هناك خطة لمواجهة السيول المحتملة إذا ما هطلت أمطار غزيرة.
وأشار مدير الناحية إلى أن قزانيه تعاني من إهمال حكومي، محملا الحكومة مسؤولية أي ضرر يصيب الأهالي بسبب السيول، في ظل عدم إصلاح الطرقات والقناطر وتنظيف جداول التصريف.
إلى ذلك، قال أحد المزارعين المتضررين من السيول، حارث عبدالله، لـ"العربي الجديد": "كنت أمتلك أربعة دونمات زراعية في ناحية قزانيه، إلا أن السيول جرفتها وأتلفت الزرع وقتلت الحيوانات. نحن في هذه القرى الحدودية بين العراق وإيران نواجه تحديات حقيقية مع بداية موسم الشتاء من كل عام، تتمثل في السيول التي سببت المعاناة لآلاف الأسر، خاصة في السنوات الأخيرة".
ونوه عبد الله إلى أن أغلب المزارعين لم يتمكنوا من الزراعة مجددا بعد أن خسروا جميع ما يملكون، حتى إن الكثير منهم فقدوا بيوتهم بعد أن جرفتها السيول العام الماضي "لا نريد لهذه المأساة أن تتكرر هذا العام"، مطالبا الحكومة العراقية بخطة لحماية القرى الحدودية من السيول الموسمية، عبر بناء سدود وخزانات للمياه، حتى يجري استغلالها في وقت الجفاف، وتعويض المتضررين بدلا من الاكتفاء بإطلاق الوعود.
من جهته، حذر مسؤول محلي في محافظة ديالى، الخميس، من استمرار امتلاء السدود بالمياه مع اقتراب موسم الشتاء، داعيا إلى وضع خطة عمل عاجلة لتنظيم وتيرة التخزين استعدادا لموسم السيول والأمطار.
وقال مدير ناحية السعدية (60 كم شمال شرق ب‍عقوبة)، أحمد الزركوشي، في تصريح صحافي، إن "سدود ديالى المائية، ومنها (سد حمرين) الذي يعد الخزين الاستراتيجي للمياه في المحافظة، مملوءة بالمياه وبنسب هي الأعلى منذ سنين طويلة، بسبب شدة الأمطار في موسم الشتاء الماضي، كما تضاعفت إمدادات مياه نهر ديالى".
وحذّر الزركوشي من استمرار امتلاء السدود المائية بالمياه مع اقتراب موسم الشتاء الذي قد يشهد أمطارا غزيرة وسيولا مائية جارفة تؤدي إلى مضاعفة وتيرة التخزين المائي على نحو قد يشكل تهديدا للمناطق القريبة من السدود، ومنها ناحية السعدية، داعيا إلى وضع خطة عمل عاجلة لتنظيم وتيرة التخزين المائي استعدادا لموسم السيول والأمطار.
وبحسب مسؤولين محليين، فإن مياه السيول القادمة من إيران في موسم الشتاء الماضي تجاوزت الـ200 مليون متر مكعب، وأدت إلى امتلاء كل سدود ديالى، وغطت أكثر من 30 ألف دونم.
وكانت قرى ناحية قزانيه تعرّضت إلى ضرر بالغ بسبب تلك السيول المائية الجارفة، أدت إلى نفوق قطعان الأغنام وانهيار دور سكنية وتضرر آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، وهذا ما يحذّر المسؤولون والمزارعون من تكراره هذا العام.

المساهمون