أفراح اليوم عبء وإهمال للعادات الفلسطينية

أفراح اليوم عبء وإهمال للعادات الفلسطينية

12 اغسطس 2016
العريس على الأكتاف (عباس موماني/ فرانس برس)
+ الخط -
يُعدّ فصل الصيف موسماً للأفراح والأعراس بامتياز في المجتمع الفلسطيني. خلاله، تزداد النفقات، ليس فقط تلك المتعلقة بأصحاب الاحتفال، إنما أيضاً بالمدعوّين. الأمر يثقل كاهلهم، لا سيّما أنّهم مضطرون إلى المباركة أو "تنقيط" العرسان، كما تقتضي العادات، بالإضافة إلى ما يلزمهم لحضور الفرح من ملابس وزينة وغيرها.

ويتزامن موسم الأفراح مع الأعياد والتحضير للعودة إلى المدرسة، الأمر الذي يزيد الطين بلّة ويفرغ جيوب العائلات. فالبعض تلقّى نحو عشرين دعوة، الأمر الذي يتطلّب ميزانية خاصة.

تقول الباحثة في شؤون الفولكلور، نائلة لبّس، من الناصرة، إنّه "قبل 60 عاماً، كان العرس مناسبة للإنتاج، أما اليوم فقد أصبح مناسبة للاستهلاك بكلّ طقوسه". وتشرح أنّ "أهل العروس كانوا يعدّون السميد، أي برغل، للطبيخ بالإضافة إلى البرغل الناعم الخاص بالكبة. كان هذا أساس العرس. من جهتهم، كان أهل العريس يحضرون ويشدّون الفرش واللحف والمخدات، ويطلون غرفة العروسين. أمّا اليوم، فالناس مجبرون على مجاراة العصر. لا منطق في الحفاظ على عادات قديمة".

تضيف لبّس أنّه "خلال التعليلة (الليلة التي تسبق العرس) في السابق، كان الناس يجتمعون في بيت أهل العريس ويضربون على الدربكة ويقدّم الفستق واللقطين والزبيب للمدعوين. والمقارنة بيومنا هذا، ليست أمراً ممكناً". وتشير إلى أنّ "فكرة النقوط كانت لإعانة أهل العريس، الذين كانوا يقدّمون لضيوفهم في العرس المناسف والأرزّ واللحم. والأهل الذين كانت أحوالهم الاقتصادية أكثر تواضعاً، كانوا يقدّمون الأرزّ مع الشعيرية ويرددون أغنية: يا مين يعاونا ويا مين يعينا.. يا مين يرد الحمل لو كان مايل". يُذكر أنّ الأرزّ والسكر والذبائح كانت النقوط في تلك الأيام، وبحسب ما يقول المثل الشعبي: "كلّ شيء سلف ودين حتى اللطم على الخدّين".

وتتابع لبّس أنّ نقوط العروس كانت "ليرة أو ليرتين"، لافتة إلى أنّ "الضيافة كانت كأساً من الشراب وحبّة من حلو الغريبة. أمّا اليوم، فقد أصبح حفل الزفاف مناسبة لتناول الحلوى والمأكولات المختلفة".

في سهرة العريس في الماضي، كانت "الحداية"، بحسب لبّس، سيّدة الموقف، وكان المدعوون يقيمون حلقات الدبكة. في ذلك الزمن، "كان العرس يقام في البيادر. أمّا اليوم، ولعدم توفّر مساحات مفتوحة في البلدات العربية، تُغلق الحارة، الأمر الذي يتسبب في أزمة سير وضجيج في الحيّ. الأفراح مبالغ فيها، اليوم".

دلالات