لماذا يُقاوم البشر التغيير؟

لماذا يُقاوم البشر التغيير؟

23 أكتوبر 2019
هل تختار الطريق الأفضل لتحقيق أهدافها؟ (Getty)
+ الخط -
هل تصرّ في بعض الأحيان على القيام بأشياء على "طريقتك"، أو على اتباع "الأسلوب القديم" عينه الذي لطالما كان ناجحاً خلال مساعيك إلى حلحلة مشاكلك، حتّى في حال كان في إمكانك تحقيق أهدافك بسرعة وفعالية أكبر؟ يُعدّ هذا شكلاً شائعاً من أشكال التحيّز المعرفي، بحسب موقع "سايكولوجي توداي"، وهي عمليّة غير واعية تنطوي على التشبّث بالمعتقدات حتى في حال كانت هناك حلول أكثر فعاليّة.

"إذاً، ماذا؟". ما المشكلة في اتباع مقاربة قديمة لحلّ المشاكل ما دامت تنفع؟ يقول الباحثون إنّ الأساليب القديمة قد لا تكون فعّالة كما يجب، لأنّ التمسّك بما نحن على يقين بأنه حقيقي، وما هو مألوف في ذاكرتنا، يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى قرار متحيّز أو مشوّه أو غير عقلاني.

من جهة أخرى، تعدّ القردة أكثر "انفتاحاً" وقدرة على اختيار استراتيجيات أقصر وأكثر كفاءة لتحقيق أهدافها. بل إنها تتفوق على البشر حين يتعلّق الأمر باختبارات المرونة المعرفية، بحسب دراسة أعدّتها جامعة ولاية جورجيا، ونشرت في سبتمبر/ أيلول الماضي.



وبيّنت الدراسة أنّه حين قرّر البشر (الذين شاركوا في الدراسة) اتّباع طريق مختصر، احتاجوا وقتاً أطول من القردة لتقبّل وتطبيق الاستراتيجيات الجديدة. وأصرّ نحو ثلث المشاركين على استخدام الوسائل القديمة. وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن القردة مثل الشمبانزي هي أيضاً أكثر استعداداً من البشر لاعتماد طرق مختصرة.

وخلال إعداد الدراسة، تدرّب المشاركون على استراتيجيات لتحقيق أهداف بسيطة على أن يحصلوا على مكافآت، وكانت القردة أكثر قدرة على اعتماد طرق مختصرة وأكثر فعالية لتحقيق أهدافها من البشر. في الكثير من الأحيان، هناك سبب للالتزام بما هو مجرّب وناجح. وبينما قد يكون النهج الأحدث أو البديل أكثر فعالية، إلا أن تعلّمه واستخدامه قد لا يكون فعالاً. قد لا نقبل فكرة أن القواعد المألوفة لم تعد توفر أفضل حل، أو أن الاستراتيجية الجديدة يمكن أن تكون أفضل. نعلم أن هناك أكثر من طريقة لتحقيق هدف ما، ونختار استخدام ما هو مألوف وأكثر راحة بغض النظر عن فعاليته.

ويقول الباحثون إن عدم القدرة على التفكير خارج الصندوق والبحث عن وسائل جديدة واستخدامها في بعض المواقف، قد يعني استخدام استراتيجيات قديمة ومنحازة وغير فعالة تمنع الأشخاص من تحقيق الأفضل واتخاذ القرارات الأكثر ملاءمة في العديد من مجالات الحياة.