الإفادات "تنقذ" مستقبل تلاميذ لبنان.. وأزمة السلسلة مستمرّة

بعد شهرَين على انتهاء الامتحانات الرسميّة للمرحلتَين المتوسطة والثانويّة في لبنان، وبعد إصرار هيئة التنسيق النقابيّة على مقاطعة التصحيح وربط هذا الملف بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، توجّه وزير التربية الياس بو صعب اليوم إلى التلاميذ قائلاً "أصبحتم بمثابة الناجحين ولا يمكن لأحد أن يأخذكم بعد اليوم رهينة".

وهو الأمر الذي رفضه نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، وقد رأى أن الوزير تسرّع في قراره هذا.

وفي مؤتمره الصحافي الذي عقده عصر اليوم السبت، اتهم بو صعب هيئة التنسيق النقابيّة بـ"شخصنة" ملف تصحيح الامتحانات. وقال "حاولت الثلاثاء الماضي جعل الأساتذة منتصرين لربما يفكرون بالمصلحة العامة. لكن أسيء فهم مرونتي، فزاد بعض الأساتذة تعنتاً وراهنوا على عدم حسمي للمسألة".

أضاف "لكن اليوم هناك 148 ألف طالب بين التعليم الرسمي والمهني والتقني ينتظرون مستقبلهم الذي نتحكّم به، وأنا كمسؤول وكوزير، ملزم باتخاذ القرارات لإنقاذ الطلاب والعام الدراسي".

وأعلن عن إعطاء حاملي وثائق القيد في الامتحانات الرسميّة إفادات رسميّة تثبت قيدهم في أي من هذه الامتحانات، تخوّلهم دخول الجامعات، على أن يتم إصدارها خلال الأسبوع المقبل.

ورأى بو صعب أن "الذي انتصر اليوم هو التجاذبات السياسيّة. وهيئة التنسيق هي الخاسر الأكبر بقرارها". وأوضح أن "مسؤوليّة السلسلة تعود إلى السياسيّين الذين أخطأوا بعدم إقرارها. وسبب عدم إقرار السلسلة هو الخلاف السياسي في البلد".

من جهة أخرى، توجّه بو صعب إلى الأساتذة قائلاً "كرامتكم نحن مسؤولون عنها وسنبقى محافظين عليها. وأنا أعدكم بأنني سأبقى رأس حربة في المطالب المحقة". لكنه شدّد على ضرورة إعادة النظر في العمل النقابي، معتبراً تعنّت هيئة التنسيق النقابيّة "خطيئة". وإذ لفت إلى أن الهيئة قررت المحافظة على كلمتها بدلاً من المحافظة على الشهادة الرسميّة، طالبها بإعادة النظر في الأمور.

وفي أول ردّ لهيئة التنسيق النقابيّة بعد إصدار قرار الإفادات، شدّد محفوض في تصريح لـ"العربي الجديد" على "حقّ الطلاب في الحصول على شهادات من الدولة، وكذلك حقّ الأساتذة بسلسلة عادلة ورفع الظلم عن الطلاب المتفوّقين والذين ينتظرون المنح الماليّة لكي يكملوا تعليمهم".

ولفت إلى أن "أجواء الاجتماعات مع القوى السياسيّة وتحديداً مع النائب بهيّة الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري كانت إيجابيّة، وكان من الممكن التوصّل إلى صيغة تسمح للطرفَين بالخروج من الأزمة بنتيجة مرضية".

ورأى أن "بو صعب تسرّع في اتخاذ القرار وأن الهيئة مستمرة بمقاطعة التصحيح وتدعو الوزير إلى التراجع عن قرار تلف المسابقات لأنه غير صائب".