اكتئاب أو ألزهايمر أو قلق... قد يسببها الغلوتين

اكتئاب أو ألزهايمر أو قلق... قد يسببها الغلوتين

31 يوليو 2015
الحساسية ضد الغلوتين أحد أسباب اضطرابات الدماغ (GETTY)
+ الخط -
يعاني نحو 20 في المائة من البالغين في العالم من اضطرابات في عمل الدماغ، ويبدو أن هذه النسبة في طريقها إلى الإزدياد. ولكن لا يعلم الكثيرون عن ارتباط بعض اضطرابات الدماغ باضطرابات ومشاكل الجهاز الهضمي والعلاقة بينها.


يعتبر الاكتئاب أحد المسببات الرئيسية اليوم للاضطراب العقلي على مستوى العالم. في حين أن أكثر من 40 مليون أميركي يعانون من اضطرابات القلق، كما أن مرض الزهايمر سادس مسبب للوفاة في الولايات المتحدة. ولكن هل لهذه الأمراض العقلية الدماغية علاقة بالجهاز الهضمي وأمراضه، وبالتالي بالغذاء الذي نتناوله؟

يشير الدكتور وليام كول، المتخصّص في علوم الصحة، إلى تقرير صادر عام 2013 بأنه منذ عام 1979 زادت نسبة الوفيات الناتجة عن اضطرابات الدماغ بنسبة 66 في المائة عند الرجال و92 في المائة عند النساء، لافتاً إلى أن هناك قاسماً مشتركاً بين كل الاضطرابات التي تحصل في الدماغ على أنواعها وهو الالتهاب. فإحدى الدراسات بيّنت تأثير التهاب الدماغ على وظائفه المعرفية، حتى تلك الالتهابات الخفيفة والبالغة الانخفاض.

ويربط كول بين الأطعمة التي نتناولها والالتهابات التي تصيبنا، مؤكداً أن هناك أطعمة تزيد من حدة التهاب الدماغ أكثر من غيرها، معتبراً أن الغلوتين المذنب الأكبر في هذا الموضوع. تجدر الإشارة إلى أن 10 في المائة فقط من المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية تظهر لديهم أعراض الجهاز الهضمي. كذلك تشير الأبحاث إلى أن مرض الاضطرابات الهضمية يمكن أن يظهر لنا كمشكلة عصبية.


وينبئ مرض الاضطرابات الهضمية في أعراضه القصوى بالحساسية ضد الغلوتين. وهناك نحو شخص واحد من بين كل 20 شخصاً من الأميركيين فقط لا يعانون من حساسية الغلوتين على جهازهم الهضمي.

والغلوتين مسؤول عن زيادة مستويات البروتين Zonulin في الأمعاء، والذي يؤدّي إلى متلازمة الأمعاء الراشح أو المسرّب. وهذا النفاذ من الأمعاء إلى خارجها يسرب بروتينات الغذاء غير المهضوم والسموم والبكتيريا بالمرور إلى مجرى الدم وتنشيط الالتهابات وتخفيض مناعة الجسم. وقد ربطت الأبحاث بين ارتفاع بروتين Zonulin في القناة الهضمية وارتفاع مستوياته في الدماغ. فالتسرّب في القناة الهضمية يمكن أن يؤدي إلى تسرب في الدماغ، بمعنى اختراق الحاجز بين الدم والدماغ، وبالتالي يصبح الجهاز المناعي لدى الدماغ مخترقاً. وهذا الاختراق قد يسبب الالتهاب في كل نواحي الدماغ.

ويوضح الطبيب في مقالته المنشورة في موقع mindbodygreen "إذا أردنا صياغة الأمر بطريقة مبسطة، يمكننا القول إن الغلوتين هو نوع من بوابة غذائية تسمح للأطعمة بالتسرب عبر بطانة الأمعاء وبطانة الدماغ كذلك".

وتعتبر المجلة الأميركية للتغذية السريرية أن الإمدادات الغذائية الحالية التي تستنزف التربة وتسمم البيئة، تمهّد لوجود بشري متغيّر وجديد. كذلك يتوافق الباحثون على أن جينات البشر لم تعد تتطابق مع ما كانت عليه في السابق. ويعتبرون أن عمليات تهجين الغذاء والتعديل الوراثي للحبوب أساءت وستسيئ أكثر لأجسامنا وطبيعة جيناتنا الوراثية.

وخلاصة القول إن القمح لم يعد هو ذاته، صارت طبيعته مغايرة لما كانت عليه في السابق. كما أن حدود مقاومة الأجيال الجديدة للأطعمة غير الصحية ليست كبيرة. لكن على الأفراد أن يدركوا ويعرفوا ما إذا كان لديهم حساسية وراثية وجينية ضد الغلوتين، لفهم إمكانية تأثير ذلك على أدمغتهم. 

وينصح الطبيب من لديهم اضطرابات في الجهاز الهضمي بما يلي:

1- إجراء اختبارات الغلوتين الشاملة. أحد تلك الفحوصات هو فحص الحساسية على غليادين – ألفا. وهذا الفحص هو واحد من بين 24 نوعاً من الحساسيات التي يتسبب بها القمح على أجسامنا.

2- إجراء فحوصات تفاعل الغذاء. فبعض المنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين قد تكون بالنسبة لجسم ما شبيهة بفعل الغلوتين. فما يصلح لشخص لا يصلح لآخر، ومن المهم التعرف على ما يناسب الجسم وما الذي يسبب له الحساسية من الأطعمة.

3- فحص أغشية الدماغ للتأكّد من أنها لا تسرب، وهو الأمر الذي يسبب الكثير من المشاكل الصحية في الدماغ.

4- التنبّه إلى أن الغلوتين ليس المسيء الوحيد للجهاز الهضمي والدماغ. والتعرف أكثر على بقية المنتجات التي قد تلحق بنا الضرر.

5- تناول الأغذية المفيدة للدماغ، مثل البيض واللحوم والأغذية العلاجية.

6- الإكثار من الأسئلة والبحث عن إجابات إن عن طريق التشخيص المباشر أو بأية طريقة موثوقة وعلمية.

اقرا أيضاً: عقار جديد يبطئ تطوّر "ألزهايمر"

المساهمون