من يقص جدائل نساء كشمير؟

من يقص جدائل نساء كشمير؟

05 نوفمبر 2017
إحدى الضحايا مع شعرها المقصوص (توصيف مصطفى/ فرانس برس)
+ الخط -
في الأشهر الثلاثة الماضية، وقعت سلسلة من الهجمات الغامضة في شمال الهند، حيث وقعت النساء ضحايا عصابات قصت شعرهن من دون أن تترك أيّ أثر وراءها. وبينما ذكرت تقارير أخرى من بينها لـ"يو أس توداي" و"بي بي سي" أنّ الغاية من الهجمات السرقة، تُرك شعر معظم الضحايا إلى جانبهن بعد قصه بحسب موقع "آسيا كولينغ".

اختلفت التفسيرات فاعتبر البعض أنّ ذلك من أعمال السحر، وهو التفسير الأقرب إلى التصديق في الوجدان الشعبي، لكنّ سكان الجزء الهندي من كشمير ممن كانت مقاطعتهم مسرحاً لهذه الجرائم يعتقدون أنّ الجيش الهندي والاستخبارات على علاقة بالهجمات، بل تجزم بعض نساء المدينة أنّهن شاهدن المهاجمين ولو للحظات بالزي العسكري. السلطات رفضت هذا الاتهام خصوصاً أنّ كشمير معروفة بسخطها الدائم على السلطات لدواعٍ سياسية انفصالية.

الحوادث الغامضة أشعلت احتجاجات شارك فيها آلاف النساء دعماً للضحايا وتنديداً بتلكؤ السلطات عن كشف الجناة.

في منزل إحدى الضحايا في كشمير، تجلس مجموعة النساء حول ديلشادا بيغوم (38 عاماً) التي تعرضت لهجوم أخير. تحاول جاراتها مواساتها بينما تلعن والدتها "العدو المجهول" الذي اعتدى على ابنتها. تقول ديلشادا: "أرسلت ابني إلى المتجر ليشتري الخبز ومضيت إلى المطبخ لتحضير الشاي، وبينما أنا هناك وضع أحد ما فجأة قطعة قماش على فمي وشدني من شعري. اعتقدت أنّ ابني يوقعني في مقلب قاس، فبينما بدأت في تحذيره من هذا العبث غبت عن الوعي قبل أن أنهي جملتي". عندما استعادت ديلشادا وعيها أدركت أنّ جديلتها (ذيل الحصان) الطويلة قصت ورميت إلى جانبها على أرض المطبخ.

في المقاطعة نفسها، تمكنت الشابة شاميما (17 عاماً) من النجاة بالكاد بجديلتها إذ شاهدت المعتدي في الوقت المناسب وخاضت قتالاً شجاعاً معه: "كنت أمضي في نزهة بعد العشاء، وبعد خروجي من المنزل بقليل وضع أحدهم يده على فمي وضغط بشدة. قاومت بحقّ وحاولت أن أتحرر من قبضته لكنّه جذبني أرضاً قبل أن يفر".

تشير الأرقام إلى أنّ أكثر من 60 امرأة في كشمير وحدها تعرضن لمثل هذه الهجمات في شهر واحد فقط بين أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول الماضيين. تعلق تباسوم وهي إحدى المحتجات: "القضية ترتبط بشرفنا المنتهك، فشعرنا لا يدلّ على ناحية جمالية فقط، بل هو جزء من أجسادنا وكينونتنا وهو ما لا يمكن أن نتسامح فيه".

يشار إلى أنّ الهجمات تركزت على كشمير لكنّها كذلك امتدت إلى ولاية هاريانا ثم انتشرت في مختلف مناطق شمال الهند، لتحصد مئات الضحايا من النساء اللواتي هوجمن واعتدي عليهن جسدياً وفقدن جدائلهن في ظروف غامضة لم يكشف عن ملابساتها بعد.

المساهمون