الاستجابة المحلية للأزمات في مؤتمر بالدوحة

مؤتمر "الأزمات والنزاعات في الوطن العربي: نحو تجاوب محلي" في معهد الدوحة

16 ديسمبر 2017
مناقشات تستمر حتى يوم غد الأحد (معهد الدوحة)
+ الخط -
بدأت في الدوحة، اليوم السبت، أعمال مؤتمر "الأزمات والنزاعات في الوطن العربي: نحو تجاوب محلي" الذي يستمر حتى يوم غد الأحد، ويعقده مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا بالتعاون مع معهد دراسات السلام في أوسلو، ومعهد لاهاي للعدالة الدولية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وجامعة "ينا" الألمانية. يبحث المؤتمر تحديد طرق الاستجابة الفعالة من أجل إنهاء النزاعات، وتمكين الإصلاحات التي من شأنها أن تسهل التفاعل مع الأزمات في المنطقة العربية، من خلال التركيز على نهج التجاوب المحلي الذي يمكن أن يؤدي إلى إنهاء النزاع، وتمكين العمل الإنساني، وإعادة الإعمار.

ينظر المؤتمر في أمر التفاعل المشترك بين طرق الاستجابة المحلية والإقليمية والعالمية للنزاع، مع البحث في إمكانية زيادة نماذج إدارة النزاع وبناء السلام المطورة محليّاً، وبالتالي الإقرار بحقيقة مفادها أنه على الرغم من كلّ الخسائر كسبت المنطقة قدرات لا يمكن الاستغناء عنها على المستوى الشعبي والمستوى المجتمعي في ما يتعلق بالاستجابة للنزاع والتعامل مع توابعه.

تتوزع جلسات المؤتمر الذي يشارك فيه حوالي 25 خبيراً وباحثاً من الدول العربية والغربية على ثلاثة محاور هي: البحث في حلّ وتحويل مسارات النزاع من خلال التجاوب المحلي، والتجاوب المحلي للإغاثة وإعادة الإعمار، وترسيخ الهيكل والطابع المحلي والإقليمي للمعرفة المتخصصة في حلّ النزاع والعمل الإنساني.

وقال المبعوث الإنساني للأمين العام للأمم المتحدة السفير أحمد المريخي إنّ أهم ما خرجت به القمة الإنسانية التي عقدت العام الماضي في إسطنبول أنّها وحدت مفهوم التجاوب المحلي في الأزمات الإنسانية، مؤكداً ضرورة تمكين الشباب، والاستفادة من قيادات المجتمع المحلي، ومدّ الجسور بين التنمية والعمل الإنساني، منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمات، وتفعيل الآليات التنفيذية للمشاريع، وتطوير الآليات الحالية وفقا للاحتياجات.

بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري محمد المعاضيد، ضرورة الاعتماد على العنصر المحلي، في الاستجابة للأزمات، والاستفادة من الخبرات المحلية لتحقيق التجاوب المطلوب. كذلك، أشار إلى أهمية التفريق بين الدافع النفسي لمقدم الخدمة الإنسانية ورسالة المؤسسة التي ينتمي إليها، فالهدف تقديم الخدمة الإنسانية وتخفيف المعاناة بالدرجة الأولى، وليس أن تحصد المؤسسة المراكز الأولى في تقديم الخدمات الإنسانية فالقرارات العقلانية، مطلوبة وبشدة للحفاظ على النفس وعلى المؤسسة ودورها.

وكان مستشار التعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية عبد الفتاح محمد، قد قدم توضيحاً لمفهوم الاستجابة المحلية، وهو "بناء القدرات" كما عرض لعدد من المشاكل التي تواجه العمل الإنساني، وأهمها الحرب على الإرهاب التي دفعت بعدد من العاملين في المجال الإنساني إلى الانسحاب حفاظاً على سلامتهم، وأثرت بطريقة أو بأخرى على العمل الإنساني، وعدم استعانة بعض الدول في حال وقوع الكوارث والأزمات بشركاء من الخارج، والاكتفاء بالشركاء المحليين، ورفض بعضها الآخر المساعدات الخارجية لأنّها مساعدات مشروطة، والتخوف من التعامل مع المنظمات المحلية لخشيتها من احتمال ارتباطها بالإرهاب. كذلك، لفت إلى الحاجة لتوفير 23 مليار دولار أميركي مساعدات في مناطق الأزمات، لا يتوفر منها سوى 50 في المائة.

وبحسب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" -مكتب الخليج، سعيد الحرسي فإنّه يجب العمل على توطين العمل الإنساني والاستفادة من القدرات المحلية، ليصبح أكثر فعالية، فتخرج بالتالي المجتمعات المتضررة أكثر فعالية. وقال الحرسي إنّ مفهوم التوطين يغير نظرة المجتمعات إلى العمل الإنساني لتصبح أكثر إيجابية، ويعزز مصداقية المؤسسات المحلية. وأضاف أنّ إيجاد قيادة إقليمية للعمل الإنساني يعزز التوطين ويقوي العمل الإنساني، لافتاً إلى غياب الدراسات والإحصاءات الإقليمية التي تتابع قضايا النزوح في العالم العربي، كما لفت إلى أنّ التعامل مع قوانين مكافحة الإرهاب تسبب في إعاقة عملية الاستجابة المحلية في تخفيف المعاناة الإنسانية.

وكان مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا سلطان بركات، قد لفت إلى أنّ هذا المؤتمر هو الأول من نوعه في التركيز على مفهوم "التجاوب المحلي" من منظور متعدد وعابر للتخصصات في ما يتعلق ببناء السلام، والمشاكل الإنسانية والتنموية التي تواجه العالم العربي.

بدوره، قال العضو في معهد بحوث السلام في أوسلو، جاكوب هويغليت، إنّ على الجميع أن يتبع مبدأ فهم ثقافة المجتمعات المحلية الذي تحترمه وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". وأشار إلى أنّ توطين العمل الإنساني الإغاثي يحتاج إلى إرادة سياسية، غير متوفرة، فالتدخل السياسي في العمل الإنساني يزيد من تعقيد الأزمات.