طوارئ في السودان تحسباً لتفشي الكوليرا

طوارئ في السودان تحسباً لتفشي الكوليرا

14 يوليو 2015
قتلت الكوليرا نحو 100 شخص في جنوب السودان (GETTY)
+ الخط -

رفع السودان درجة الاستعداد القصوى للحد من انتقال وباء الكوليرا إلى البلاد عبر الولايات الحدودية مع دولة جنوب السودان، والتي ينتشر فيها المرض، حيث سجلت حالات الإصابة هناك أكثر من ألف حالة، بينها نحو مائة حالة وفاة، وفقاً لمصادر في وزارة الصحة في دولة الجنوب.

وتشهد دولة جنوب السودان حربا أهلية منذ ما يزيد عن عام ونصف العام، نتجت عنها أزمة إنسانية طاحنة، حيث شرد نحو مليوني ونصف المليون شخص وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص.

وخلال الأسبوع الماضي، حصدت الكوليرا أرواح 33 مصاباً في مدينة جوبا، التي عادة ما يتوافد إليها المصابون من المناطق المختلفة لتلقي العلاج، وأكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة في جوبا لـ"العربي الجديد " أن مرض الكوليرا وصل إلى مرحلة الوباء، حيث بدأ الانتشار بسرعة بين المناطق الجنوبية، إذ كان محصورا فقط بين منطقتين أو ثلاث.

وأشار المسؤول إلى أن ميزانية الوزارة لا تمكنها من مكافحة المرض وأن الميزانية الموجودة تكاد لا تمثل 30 في المائة من المبلغ المطلوب، وعزا ذلك للظروف الاقتصادية التي تعاني منها الدولة الوليدة، وأكد أنهم في حاجة ماسة إلى مساعدات فورية من قبل منظمات الأمم المتحدة لمكافحة المرض، للحد من حصد الأرواح، خاصة وسط الأطفال.

وأعلن وزير الصحة الجنوبي، جون رومونو، أن حالات الإصابة بالكوليرا بلغت "795" حالة، منها 59 حالة في بور، بينما رصدت منظمة اليونسيف أكثر من 700 حالة، منها 32 حالة وفاة في مدينتي بور وجوبا.

ويقول طبيب بمستشفى جوبا لـ"العربي الجديد " إن معظم حالات الكوليرا التي تصل لمراكز العلاج من خارج جوبا تكون في حالة حرجة، وبعضها يكون قد فارق الحياة بسبب الترحيل والفشل في إسعاف المصاب، وأكد أنه رغم ضعف الإمكانات إلا أن هناك حالات تحسن ولكنه شدد على ضرورة الدفع بمساعدات إضافية لإنقاذ المرضى.


ومع تفاقم أزمة الحرب تراجعت الخدمات في دولة جنوب السودان، ويعمد الجنوبيون إلى شرب مياه غير نظيفة بعضها من المستنقعات، في طريقهم للهرب من الحرب.

اقرأ أيضاً:الكوليرا تقتل 18 في جنوب السودان خلال ثلاثة أسابيع


وقال المدير القطري لمنظمة أوكسفام الخيرية، زلاتكو غيك، في بيان إن العديد من الأسر اتخذت تدابير يائسة، مثل شرب المياه القذرة والملوثة من أجل البقاء، بسبب ارتفاع أسعار المعيشة، وقال إن التكلفة العالية وندرة المياه النظيفة تضع الناس أمام خطر الإصابة بأمراض، بينها الكوليرا، وطالب المانحين بتوفير المساعدات المنقذة للحياة بشكل عاجل، مثل الكلور وإعادة تأهيل الشبكات.

في المقابل، أعلنت وزارة الصحة السودانية رفع درجة الاستعداد في نظام رصد المرضى للوافدين من دولة جنوب السودان، وأكدت أنها وضعت حزمة من الإجراءات الاحترازية لمنع دخول المرض عبر الولايات الحدودية ودعت إلى التعامل الفوري مع البلاغات والشكاوى.

وقالت وزيرة الصحة، سمية أحمد، إن الوزارة كونت غرف طوارئ وأعدت خطة موحدة لجميع الولايات الحدودية للتبليغ عن أية حالات، وأشارت لخطة تأمينية للمعابر كافة بالولايات الجنوبية وتوزيع النشرات لكل وحدات الحجر الصحي في المطارات ونقاط معابر دخول الجنوبيين، إلى جانب توفير جرعات وقائية للوافدين عبر تلك النقاط.

وتخشى الخرطوم من انتقال المرض إليها بسبب هروب الجنوبيين إلى أراضيها فرارا من الحرب، حيث تجاوز عدد الجنوبيين اللاجئين إلى البلاد أكثر من 250 ألف لاجئ بينما تزيد الأعداد بشكل يومي.

اقرأ أيضاً:تحذيرات من تجاهل تفشي الكوليرا في أفريقيا لصالح الإيبولا

المساهمون