اللحظات الأخيرة لسكان عرب عاشوا تفاصيل حريق برج غرينفيل

اللحظات الأخيرة لسكان عرب عاشوا تفاصيل حريق برج غرينفيل في لندن

15 يونيو 2017
العديد من سكان البرج أصولهم عربية (أدريان دينيس/Getty)
+ الخط -



أفادت الأنباء بأنّ العديد من سكّان البرج هم من أصول عربية، من المغاربة واللبنانيين والعراقيين والسوريين، وأوّل الضحايا لنيران برج غرينفيل كان اللاجئ السوري محمد الحاج علي، وفق ما أوردت صحيفة التلغراف، التي تحدّث إليها أصدقاؤه وعبّروا عن حزنهم الشديد عليه. قال هؤلاء إنّهم جاؤوا إلى هذه البلاد من أجل حياة أفضل، بيد أنّ بريطانيا فشلت في تحقيق ذلك لصديقهم.

وتروي التلغراف أنّ محمّد طالب هندسة مدنية في جامعة ويست لندن، انفصل عن أخيه عمر على السلالم حينما كانا يحاولان الهروب من الجحيم المشتعل في البرج.

الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، كان يجري خلف أخيه عمر الذي يُعالج حالياً في المستشفى، لكنّ الدخان غلبه فعاد أدراجه وحده إلى شقّته في الطابق الـ14، حيث بقي محاصراً لساعتين، اتصل خلالها بأصدقائه وأهله في سورية التي مزّقتها الحرب، وبعث برسالة أخيرة تقول:
"الحريق وصل هنا الآن. وداعاً".

في المقابل، يؤكّد الأصدقاء والعائلة أنّ عمر (25 عاما)، طالب إدارة أعمال، يتعافى من استنشاقه للدخان في مستشفى كينجز كروس.

بدوره، قال عبد العزيز الماشي، صديق الأسرة والمؤسّس المشارك في حملة التضامن مع سورية، التي تتخذ من بريطانيا مقرّاً لها، لـ"التلغراف"، إنّ محمد الذي كان يعمل بدوام جزئي مشرفاً في متجر محلي، بقي محاصراً لساعتين، مع عجز رجال الإطفاء عن الوصول إلى ما بعد الطابق الثالث عشر.


كذلك، كتب صديق له على "فيسبوك": "هرب من الموت في سورية، وجاء إلى بريطانيا بحثاً عن حياة جديدة. لكن الله خطط له لأكثر من ذلك".

وقدّم العاهل المغربي محمد السادس تعليماته إلى السفارة والقنصلية العامة المغربية في لندن، لمراقبة الوضع وتقديم المساعدة للمواطنين المغاربة الذين وقعوا ضحايا نتيجة حريق برج غرينفيل. وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أنّه لغاية اللحظة لم يتم تأكيد مقتل أي مواطن مغربي في الحريق. وأضاف البيان أنّ بعض المواطنين المغاربة هم من بين المصابين، وفق ما أورد موقع "All Africa".

ونشرت صحيفة "ذا إندبندنت" مشاهد مروعة لامرأة في الطابق الـ23 من المبنى، فضّلت الصحيفة عدم تحديد هويتها، بعد أن وضعت سناب شات تقول فيه كلماتها الأخيرة باللغة العربية: "اغفروا لي جميعاً".

وقالت صديقتها ياز، لبرنامج "صباح الخير بريطانيا"، إنّها رأت للتو السناب شات حيث قالت صديقتها إنّ المبنى يحترق بأكمله، وأكملت أنّها تبلغ من العمر 30 عاماً وهي أم لطفلين صغيرين. وأفاد خبراء بأنّها تقول وداعاً للجميع وهي تصلّي باللغة العربية، ولكن لا يمكن رؤية أي شيء بسبب الدخان المنتشر في كل مكان.

كذلك أكّدت إنعام عسيران، سفيرة لبنان في بريطانيا، فقدان عائلة لبنانية من آل شقير، مؤلّفة من الوالد وزوجته وثلاث فتيات من بلدة نحلة، قضاء بعلبك، في حريق برج غرينفيل. وأشارت إلى أنّ السفارة اللبنانية طلبت من السلطات البريطانية إبلاغها في حال وجود أي لبناني في البرج. وأوضحت أنّ السفارة تتابع الموضوع مع السلطات المختصّة.

وأفادت الأخبار بأن أفراد العائلة المفقودة هم: بسام شقير وزوجته ناديا وأطفالهما زينب، ميرنا وفاطمة، إضافة إلى والدة ناديا وأختها. وكانت العائلة تسكن في الطابق الـ27 من المبنى، وحتى الآن لم يعرف مصيرها.